اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
60

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

وقال يونس : جهنم اسم أعجمي ، ويقال لها : الهاوية ، وسميت بذلك لأنها تهوي بهم ، وتبلغ بهم قعرها ، يقال : هوى في البئر إذا تردى فيها ، ويقال : سميت هاوية لأنهم يهوون فيها أبدا ، معذبون لا يستقرون ، ولا يجدون فرارا ، فهم يهوون ، وهو / مأخوذ من الهواء ، الذي بين السماء والأرض ، ويقال : 37 أ هوى الرجل يهوي : إذا وقع في هلكة ، والمهواة ما بين أسفل البئر وأعلاها ، وهوت الدلو في البئر ، أي سقطت ، فمرت في مهواة البئر ، وكل مفازة مهواة ، قال ذو الرمة (¬1) : " من الطويل "

وبيت بمهواة هتكنا سماءه إلى خوخة يزوي له الوجه شاربه

ويقال لها سقر ، وهو مأخوذ من سقرته الشمس ، وصقرته ، وصهرته ، أي أذابته ولوحته ، وغيرته ، والصاقور : الفأس التي تكسر بها الحجارة ، وفي سقر لغتان : سقر ، وصقر ، والصاقور حديدة تحمى ، فيكوى بها الحمار ، فكأن سقر سميت بذلك ؛ لأنها تلوح من فيها ، وتغيرهم ، وتبلغ إليهم ، وتدقهم ، وتجهدهم 0

الصراط : الصراط في كلام العرب هو الطريق ، قال الله تعالى : [ اهدنا الصراط المستقيم ] (¬2) ، قال المفسرون : هو طريق الحق والهداية ، ويقال : الصراط في الآخرة جسر على النار ، يجوز عليه الخلائق ، عليه سبع قناطر ، وهو أحد من السيف ، وأدق من الشعرة ، روي ذلك في الحديث ، والله أعلم بكيفيته ، وقال مجاهد في قوله : [هذا صراط علي مستقيم] (¬3) قال : الخلق يرجع إلى الله ، وعليه طريقهم ، والعرب تقول في الوعيد : طريقك علي ، أي لا بد لك من المصير إلي ، وقال قوم سمي الصراط لأنه يسترط الناس / أي يبتلعهم وقيل للطريق 37 ب صراط ؛لأنها تسترط الناس فتذهب بهم ، ترى الجماعة تنتشر في الطريق ، فكأن الطريق قد استرطهم ، فذهب بهم 0 ...

صفحه ۹۸