اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
53

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

فجاء به على فاعل من شطن أي بعد ، فكأن شياطين الإنس والجن هم المستبدون بقوتهم ، المنفردون بأنفسهم ، المتباعدون عن الحق ، المنتحون عن الطريق ، لا ينقادون لأحد استعلاء وترفعا وإعجابا بأنفسهم ، وقيل لكل صانع حاذق بصنعته : شيطان ؛ لأنه منفرد بعمله وحذقه ، لا يعطي القيادة أحدا في عمله ، فمن كانت صفته هذه من الجن والإنس ، فهو شيطان ، وليس الشياطين جنس من الخلق على الانفراد مثل الجن والإنس ، إنما لزم هذا الاسم كل من كانت صفته هذه من الثقلين 0 والشيطان حية خفيفة الجسم ، قبيحة المنظر ، ويقال : نبت قبيح المنظر ، قال الله تعالى : [طلعها كأنه رءوس الشياطين] (¬1) يعني به ذلك النبت القبيح 0

المارد : قال الله تعالى: [ من كل شيطان مارد ] (¬2) فالمارد المتمرد الخارج عن الطاعة ، المنسلخ منها ، والتمرد التجرد ، ومنه قيل للأمرد أمرد ؛ لأنه أجرد من الشعر ، وقيل في الحديث : ( أهل الجنة جرد مرد ) (¬3) فكأنه منسلخ من الطاعة 0

الرجيم : قال الله تعالى : [فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم] (¬4) ومعناه مرجوم ، وهو فعيل في معنى مفعول ، كما قالوا : قتيل في معنى مقتول ، وأصله من الرجم ، والرجم الرمي بالحجارة ، ومنه رجم الزاني 000000000000000000000 (¬5)

/ سمي أخيلا لأنه يتلون ألوانا كثيرة ، فربما رأيته أخضر ، ثم تراه بعد ذلك 34 أأصفر ، فقيل له : أخيل ؛ لأنه لا يكون للونه حقيقة ، وفي أي لون رأيته فشخصه قائم ، واللون غيره ، فكذلك صوره ، صورة ذلك الإنسان ، والعين غيره ، وأنشد : " مجزوء الكامل "

صفحه ۹۰