اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
45

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

فكأن القدر هو التقدير الأول ، والقضاء هو فصل الشيء بعد التقدير ، ومن ذلك الحديث عن النبي عليه السلام : ( إنه إذا مر بهدف مائل أسرع المشي فقيل : يا رسول الله أتفر من قضاء الله ، قال : أفر من قضاء الله إلى قدره ) (¬2) أي أفر من الشيء قبل أن يقع ، فيصير قضاء فصلا إلى ما قدر، ولم يفصل ، فإن الله مزيله عني ويغيره ويمحوه ، /وهو قادر على ذلك تعالى 0 ... ... ... ... 27ب الدنيا والآخرة : قال الله تعالى: [والدار الآخرة ] (¬1) جعل الآخرة نعتا للدار ، وقال : [وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور] (¬2) فجعل الدنيا نعتا للحياة ، والآخرة نعتا للدار ، والدنيا اشتقاقها من الأدنى ، وهكذا قال تعالى : [إذ أنتم بالعدوة الدنيا] (¬3) فجعل الدنيا نعتا للعدوة ، فقرر لك أن الدنيا ليس باسم إنما هو نعت ، والنعت لا بد أن ينعت لاسم قد تقدمه ، وربما أقيم النعت مقام الاسم إذا كان الاسم مشهورا ، وقد ذهب قوم إلى أن الدنيا هي الأرض والسماء وما بينهما ، وهو خطأ ؛ لأن الآخرة أيضا في السماء والأرض ، فإن كانت السماء والأرضون هي الدنيا فأين الآخرة ؟ وقال قوم : إن الآخرة لا تكون إلا بعد انقضاء الدنيا ، قلنا : فإن كان كذلك فمن قد مات هو في الدنيا ، لا يجوز أن يقال : مضى إلى الآخرة إذا كانت الآخرة لم تخلق ، ولكنا نقول : هما حياتان ، فمن كان في هذه الحياة ، فهو في الدنيا ، لأن الله جعل الحياة نعتا للدنيا ، والدنيا اشتقاقها من الأدنى ، أي هي أقرب الحياتين (¬4) ، والآخرة هي الحياة الآخرة ، وكل شيء له طرفان ، فالأدنى منهما إليك هو الدنيا ، والأبعد الآخرة ، فما دام الإنسان في هذه الحياة ، قيل : هو في الدنيا ، أي في الحياة الدنيا ، فإذا صار في الحياة الآخرة ، قيل : هو في الآخرة ، أي في الحياة الآخرة 0 / القلم : روي عن النبي عليه السلام : ( أن أول ما خلق الله القلم فجرى بما 28 أهو كائن إلى يوم القيامة ) (¬1) ، واشتقاق القلم في اللغة من قلمته أي قطعته وهيئته من جوانبه ، وسويته وبريته ، والقلم في كلام العرب : القدح والسهم الذي يتساهم به ، والأقلام : السهام تجال على الشيء الذي يقسم ، فالقدح والقلم والسهم كل هذه تبرى وتسوى وتقلم ، والتقليم هو البري للإصلاح ، ومن ذلك قالوا : قلم ظفره ، إذا قطع منه النابت ليصلح ، وكذلك قلمت الشجر والكرم ، وغير ذلك ، يقال لما يبرى ويقطع ليصلح : قلم (¬2) ، فكأن الله سمى ذلك القلم الأول قلما ؛ لأنه برأ الأشياء كلها به ، وسواها ، وكتب مقاديرها ، وخطوطها ، والله أعلم بكيفيته ، وليس لنا أن نقول فيه إلا ما روي 0

اللوح : قال الله تعالى : [بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ] (¬3) وقال : [ وكتبنا له في الألواح من كل شيء ] (¬4) ، قيل : إنها كانت من زمرد أخضر ، كل لوح على طول موسى ، فسمي اللوح الذي يكتب فيه لوحا ؛ لأنه نحت على تلك الهيئة ، واللوح العظيم يقال عظيم الألواح إذا كان كبير عظم اليدين والرجلين ، وكل عظم يسمى لوحا ، وسميت ألواح السفينة ألواحا ؛ لأنها نحتت على هيئة الألواح التي يكتب فيها ، قال الله : [وحملناه على ذات ألواح ودسر] (¬5) واللوح البريق ، واللوح ما بين السماء والأرض من الهواء ، يقال له : لوح ، واللوح العطش ، فهذا / ما 28 ب جاء في اللغة من معنى اللوح ، والله أعلم بكيفية اللوح المحفوظ 0

الكرسي : قال قوم : كرسيه : علمه ، واستشهدوا بقول الشاعر (¬6) : " البسيط "

صفحه ۷۹