اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
31

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

الحي القيوم : ومن صفاته تعالى الحي القيوم ، والحي من الحياة ، أي أنه الدائم الذي لا يفنى ، حي لا يموت ، والتحية مأخوذ من الحياة ، وفي التشهد : التحيات لله ، أي الحياة لله ، وتقديرها من الفعل تفعلة ، فيعني أن البقاء له والدوام 0 والقيوم القائم ، وهو الدائم الذي لا يزول ، وقال ابن عباس : معنى الحي قبل كل حي، والحي بعد كل حي، الذي لا يفنيه الدهر ، ولا يغيره انقلاب الأمور ، والقيوم القائم على العباد بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم ، تبارك الله الحي القيوم 0 الغفور : ومن صفاته الغفور ، يقال غفور وغفار وغافر ، ثلاث لغات ، وهي من المغفرة ، والمغفرة الستر ، كأنه يستر ذنوب العباد إذا رضي عنهم ، فلا يكشفها للخلائق ، ويقال : غفر غفرا ، ومنه قيل : اللهم غفرا ، ويقال : لجنة الرأس مغفر لأنه يغطي الرأس ويستره ، فالغفور على وزن فعول ، يعني أن من شأنه أن يغفر الذنوب ، كما يقال فلان صدوق أي من شأنه الصدق ، والغفار هو الذي يغفر ذنبا بعد ذنب ، كأنه يغفر ذنوبا كثيرة ، مرة بعد مرة ، وهو على وزن فعال ، كما يقال : رجل قتال ، والتشديد يدل على التكرير ، وأما الغافر فإنه بالإضافة / يقال: 21أ غافر الذنب ، قال الله تعالى : [ غافر الذنب وقابل التوب ] (¬1) وهو على وزن فاعل كما تقول : قاتل الرجل ، والتخفيف يدل على التقليل ، وقال بعض أهل العلم : قيل له غفار لأنه خلق المغفرة لرحمته لخلقه ، ولم ير أحدا أقدر على المجازاة بالذنب منه ، فغفر الذنب ، فلذلك قيل له غفار 0

مالك وملك ومليك : ومن صفاته تعالى الملك والمالك والمليك ، وقد جاء بها القرآن وهي مشتقة كلها من الملك والملك ، ويقال له مالك كل شيء ، ولا يقال ملك كل شيء ، إنما يقال : ملك الناس ، فمالك أوسع وأجمع، فالله تعالى الملك الحق، الذي لا يموت ، ولا يسلب ملكه، له الملك الدائم ، لم يزل ، ولا يزال ، وكل ملك سواه فهو جعله ملكا بعد أن لم يكن ، وهو يسلبه ملكه بموت أو غيره ، قال الله تعالى : [ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ] (¬2) الآية ، وقال أبو عبيد (¬3) :

صفحه ۶۲