اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
192

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

وقولهم : أف وتف (¬5) : قال الأصمعي : الأف وسخ الأذن ، والتف وسخ الأظفار ، وكان ذلك يقال عند الشيء يستقذر ، ثم كثر حتى صاروا يستعملونه عند كل ما يتأذون به ، وقال غيره : أف معناه قلة لك ، وتف إتباع مأخوذ من الأفف ، وهو الشيء القليل 0 وقولهم : مبرم (¬1) : قال الأصمعي : هو الذي لا خير عنده ، إنما هو كل ما لا ينتفع به ، وهو مأخوذ من البرم ، وهو الرجل الذي لا يحضر مع القوم الميسر ، ولا يقامر ، فإذا نحرت الجزور ، وقامروا عليها أكل من لحمها ، قال الشاعر (¬2) : " من الطويل "

/ ولا برما تهدى النساء لعرسه، إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا 138أ

ثم جعلوا كل مضجر مبرما ، وسموا الضجر البرم ، قال نصيب : : من الطويل "

وما زال بي ما يحدث الدهر بيننا من الهجر حتى كدت بالعيش ابرم (¬3)

وقال أبو عبيدة : المبرم الذي يأتي القوم بما لا يوافقهم من الحديث ، وغير ذلك ، وقال بعضهم : المبرم الثقيل الذي كأنه يقتطع من يجالسه شيئا ، من استثقالهم إياه ، بمنزلة المبرم الذي تقتطع به حجارة البرام من جبلها0 وسمي المخنث مخنثا لتكسره ، والتخنث التكسر 0

وقولهم : أمر مبهم (¬4) : هو الذي لا يدري كيف يتجه له ، ولا أين سبيله ، وهو مأخوذ من قولهم : حائط مبهم ، إذا لم يكن فيه باب ، ولا كوة ، والبهيم الذي ليس فيه بياض ، ومنه ليل بهيم ، أي لا قمر فيه 0

صفحه ۲۸۰