اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
175

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

[ وما أنزل على الملكين ] (¬1) والملكين بفتح اللام وكسرها ، فمن قرأ بالفتح أراد بهما ملكان من الملائكة ، ومن قرأ بالكسر ذهب إلى أنهما داود وسليمان ، وقيل : إنهما علجان من أهل بابل (¬2) ، ومن جهة اللغة هاروت فاعول من الهرت ، والهرت الفصاحة والبلاغة في الكلام ، وماروت فاعول من المرت ، والمرت المفازة التي لا ماء فيها ، فكأن هاروت وماروت اشتق لهما هذان الاسمان من الفصاحة والبيان ، فلما غضب عليهما قل الخير عندهما حتى صارا بمنزلة المفازة التي لا خير فيها ، ولا عشب ، ولا ماء ، وصارت بلاغتهما لا تجذب نفعا ولا خيرا 0 ويأجوج ومأجوج ، لا ينصرفان ، وبعضهم يهمزهما ، وبعضهم لا يهمزهما ، فكأن يأجوج من أج النار إذا أوقدها ، وكذلك أجج الفتنة إذا أثارها ، ومأجوج مأخوذ من ماج يموج إذا اضطرب ، يقال : ماج بهم الأمر إذا اضطرب ، ومنه موج البحر اضطرابه ، فكأن يأجوج ومأجوج إذا فتحوا السد أججوا نار الفتنة ، وماج الناس بعضهم في بعض / وبهذا وصفهم الله ، فقال : [ فإذا جاء وعد ربي جعله129أ دكاء وكان وعد ربي حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ] (¬1) وذكرهم النبي عليه السلام ، فقال ( صغار الأعين ، عراض الوجوه ، صهب الشعور ، من كل حدب ينسلون ) (¬2) 0

صفحه ۲۶۳