اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
106

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

يعني بعت ، وبرد غلامه ، وقيل لهم الخوارج ؛ لأنهم خرجوا على كل إمام ، واعتقدوا أن ذلك فريضة عليهم ، لا يسعهم المقام في طاعته ، حتى يخرجوا ، ويتخذوا لأنفسهم / دار هجرة ، حتى يكونوا منابذين لمن خالفهم من 71ب المسلمين ، حربا لهم ، والمسلمون عندهم كفار مشركون إلا من وافقهم وبايعهم ، واستجارهم حتى يسمع كلام الله ، فهذه خمسة ألقاب ، تجمع فرق المارقة ، وأصل مقالتهم البراءة من عثمان وعلي ، وإكفارهما ، وإكفار كل إمام بعد أبي بكر وعمر ، والبراءة منهم ، وإجماعهم على إمام يختارونه من أي الناس كان قائما بالكتاب والسنة 0 معنى النبي : قال أبو عبيدة : أصل الحرف مهموز من نبأت وأنبأت ، ولكن العرب تركت الهمز فيه ، وفي أحرف غيره ، مثل البرية من برأت ، والذرية من ذرأ الله الخلق وغيره ، وقال الكسائي والفراء : النبي والنبوة غير مهموز ، ويقال : إن أصل النبي الطريق ، قال الكسائي : إنما سمي الطريق نبيا ؛ لأنه ظاهر مستنير ، وهو من النبوة ، مثل النجوم ، وهو المكان المرتفع ، فكأن الله رفع النبي في الرتبة والمنزلة ، فكان فوق الناس في الفضيلة ، كما ارتفعت النبوة فوق ما يليها من الأرض ، وإن كان مأخوذا من الطريق ، فإن الأنبياء عليهم السلام قدوة للناس ، بهم يهتدون ، فالنبي بمنزلة / الطريق يهتدون به ، وإن كان من نبأت وأنبأت ،72أ فهو الذي أنبأ الناس ، ونبأهم أي أخبرهم عن الله ، وعرفهم ما أراد الله منهم من الطاعة ، وما أمر ، وما نهى ، قال الله تعالى : [من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ] (¬1) فأتى باللغتين جميعا ، والمرسل المحلول المطلق ، والإرسال : الحل ، ويقال : أرسل كلبه إذا حله ، فأطلقه ، وكذلك يقال في الجوارح ، يقال : أرسل الصقر والبازي إذا فعل به ذلك ، وكأن النبي المرسل هو الذي أطلق الله له أن يقيم السنن والأحكام ، وأن يحرم ، ويحلل ، فيكون بمنزلة المطلق ، ويكون المرسل من الرسالة ، أي بعثوا بالرسالة ، قال لبيد (¬2) : " من الرمل "

صفحه ۱۶۷