فينظرون إليكم فيقولون: {ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار} (1).
يا ابن مهران انه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا ونشفع فيه فنشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات، واكمدوا عدوكم بالورع(2).
[في احتجاجه (عليه السلام) يوم الشورى]
وروي عن أبي المفضل باسناده عن أبي ذر رضي الله عنه ان عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلو بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان.
فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): إني احب أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فإن يكن حقا قاقبلوه، وإن يكن باطلا فانكروه، قالوا : قل، قال: أنشدكم بالله أو قال: أسألكم بالله الذي يعلم سرائركم ويعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم، هل فيكم أحد آمن قبلي بالله ورسوله، وصلى القبلتين قبلي؟ قالوا: اللهم لا.
قال: هل فيكم أحد من يقول الله عزوجل فيه: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم} (3) سواي؟ قالوا: اللهم لا، قال: فهل فيكم
صفحه ۸۶