239

ارشاد قلوب

إرشاد القلوب - الجزء2

ژانرها

قال: فتثبت بتمليخا حتى أدخله على الملك فقال: ما شأن هذا الفتى؟ قال الخباز: هذا الرجل أصاب كنزا، قال له الملك: يا فتى لا تخف فإن نبينا عيسى بن مريم (عليه السلام) أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها، فأعطني خمسها وامض سالما.

قال تمليخا: انظر أيها الملك في أمري ما أصبت كنزا، أنا من أهل هذه المدينة، فقال له الملك: أنت من أهلها؟ قال: نعم، قال: فهل تعرف بها أحدا؟ قال: نعم، قال: فسم، قال: فسمى تمليخا نحوا من ألف رجل لا يعرف منهم رجل واحد، قال(1): ما هذه الأسماء أسماء أهل زماننا، قال: فهل لك في هذه المدينة دار؟ قال: نعم، اركب أيها الملك معي.

قال: فركب الناس معه فأتى بهم أرفع باب دار بالمدينة، فقال تمليخا: هذه الدار داري، فقرع الباب فخرج إليهم شيخ كبير قد وقع حاجباه على عينيه من الكبر فقال: ما شأنكم؟ فقال له الملك: أتينا بالعجب، هذا الغلام يزعم ان هذه الدار داره، فقال له الشيخ: من أنت؟ فقال: أنا تمليخا قسطيطين(2).

قال: فأكب الشيخ على رجليه يقبلها ويقول: هذا جدي ورب الكعبة، فقال: أيها الملك هؤلاء الستة الذين خرجوا هرابا من دقيانوس الملك، قال: فنزل الملك عن فرسه وحمله على عاتقه، وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه، فقال: يا تمليخا ما فعل أصحابك؟ فأخبرهم انهم في الكهف وكان يومئذ بالمدينة واليها ملكان: ملك مسلم وملك نصراني فركبا أصحابهما.

فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: يا قوم إني أخاف أن يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيل فيظنوا أن دقيانوس الملك قد جاء في طلبهم، ولكن

صفحه ۲۴۴