فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويحكم وأنى لكم بعلم ما قالت له الشمس، أما قولها: "انك الأول" فصدقت، انه أول من آمن بالله ورسوله ممن دعوته إلى الايمان من الرجال وخديجة من النساء، وأما قولها: "الآخر" فإنه آخر الأوصياء وأنا خاتم(1) الأنبياء وخاتم الرسل.
وأما قولها: "الظاهر" فإنه ظهر على كل ما أعطاني الله من علمه، فما علمه معي غيره ولا يعلمه بعدي سواه، ومن ارتضاه بسره من ولده، وأما قولها: "الباطن" فهو والله باطن علم الأولين والآخرين وسائر الكتب المنزلة على النبيين والمرسلين، وما زادني الله تعالى به من علم ما لم تعلموه وفضل ما لم تعطوه، فماذا تنكرون؟
فقالوا بأجمعهم: نحن نستغفر الله يا رسول الله، لو علمنا ما تعلم لسقط الاقرار بالفضل لك ولعلي، فاستغفر الله لنا، فأنزل الله سبحانه: {سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدي القوم الفاسقين} (2) وهذا في سورة المنافقين، فهذه من دلائله (عليه السلام)(3).
[في قوله (عليه السلام) لرجل إخسأ]
وباسناده إلى أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: بينما أمير المؤمنين يتجهز إلى معاوية ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان في فعل، فعجل أحدهما في الكلام وزاد فيه، فالتفت إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: إخسأ، فإذا رأسه رأس كلب، فبهت من حوله وأقبل الرجل باصبعه المسبحة يتضرع إلى أمير
صفحه ۱۰۷