EDITOR|
العلوم والمعارف في الحضارة الإسلامية
إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد في أنواع العلوم
تأليف الحكيم المتطيب ابن الأكفاني محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري 749ه/1348م
تحقيق وتعليق عبد المنعم محمد عمر وكيل وزارة الثقافة السابق ورئيس لجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
مراجعة أحمد حلمي عبد الرحمن مدير المخطوطات السابق بدار الكتب وعضو لجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي الإدارة: 11 شارع جواد حسني ص ب 130 القاهرة - ت :3925523
صفحه ۱
بسم الله الرحن الرحيم
الإهداء
الى كل من يعتى بدراسة الحضارة الإسلامية : تاريخها وترائها العلمى والأدبى والشقافى ، وإلى الشياب الناهض الذى يتوق إلى الوقوف على المكانة الإنسانية الرفيعة التى وصل إليها آباؤهم المسلمون ، وإلى كل من يدفع ويدافع عن الإسلام والعروية حتى ترتفع راياتها المنصورة دائا قى يومنا وغدتا ، وإلى العلماء والباحشين الذين يبذلون كل ما يستطيعون من الجهوه للنهوض بالعالم الإسلامى بصفة عامة ، وبالعالم العربى بصفة خاصة ، إلى المكانة السامية الكرمة التى وصفها الله تعالسى بقوله : (كتتم خهر أمة أغرجت للناس تامرون بالمعروف وقتهون هن المنكر وكومتود مالله) (1).
الى هؤلاء وأولثاك جميعا أهدى كتاب : إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد لى أتواع العلوم * تأليف الفيلسوف المسلم الكبير من أشهر أطباء القرن الثامن الهجرى : " اين الاكنائى راجيا أن تكون هذه المرسوعة المختصرة خير معين لهم جسيعا فى دراساتهم وجهادهم لبلوغ مآهم العلمية السامية.
(1) سورة آل عمران : الآية 110 .
صفحه ۳
هذا هو ما كشت قد قررت أن اقشتح به اهداء هذا الانتاج العلمى الرفيع لعلما: المسلمين ولغيرهم من الباحثين الذين بعنون بدراسة تاريخ الحضارة الإنسانية ويمنون بعرفة مبلغ ما وصلت إليه من ازدهار على أيدى المسلمين ، ولكن شات ارادة الله العظيم أن يختار الله إلى جواره الزميل العزيز الأستاذ * أحمد حلمى عبد الرحمن (1) بعد أن انتهى من مراجعة لحقيق هله الموسوعة المختصرة ، وكان ذلك قيل أن ندفع بها إلى المطبعة .
لقد كان فى تفسى لهذا الزميل الكريم ، المتواضع تواضع العلماء ، معزة خاصة ، فقد كان أحد تلاميدى المقربين ، ثم أصبع أحد زملاتى المخلصين الذين حباهم الله بصفاء النفس وطهارة القلب . والاغلاس في معاونة العلماء والباحثين ومساعدتهم فى الوصول إلى مناتيح كتوذ الهكمة والمعرفة التى تقتنيها دار الكتب المصرية ، رفى الارشاد إلى ما قى غيرها من مكتبات العالم من الكنوز المخطوطة والمطبوعة ، ولذلك فقد شاءت إرادة الله العزيز العلبم أن آهدى عملى وعمله معا نى تذهق ومراجمة هذه الموسوعة النفيسة المخقصرة إلى روعه الطاهرة والى كل من يسنى بالبمث والدراسة فى التراث الإسلامى الذى كان له شأنه الكبير فى التهوض بالحضارة الإنسانية.
عبد المنعم محمد عمر
(1) توفي لرحمة الله في 1987/9/14م
صفحه ۴
بسم الله الرحن الرحيم
تقديم
كان العرب فى الجاهلية يعيشون فى قبائل متنافرة ، وكانت تسوده بين كثير منها العداوة والحروب ، وكانوا أميين يتدر آن يكون بينهم قاري أو كاتب (1) فكانوا متغلنين حضاريا عن جيرانهم من الروم والفرس والأحباش ، وذلك برغم ما كان بينهم ورين تلك الشعوب من علاقات تجارية ، وقلل الحال كذلك إلى أن شملهم الله بفضله واستجاب إلى دعوة غليل الله إبراهيم وأبيهم إساعيل : رينا وابعث فيهم وسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلعهم الكتاب والحكمة ويزگيهم) (2) فأوسل سبحانه إليهم حدا خاتم الأنبياء والرسلين يدعوهم إلى عيادة الله الواحد الأحد : ويرشدهم إلى المنهج الإسلامى الكريم الذى اغتاره الله لمعيشتهم فى الدتيا ، وأمرهم باتباعه حتس يعيشوا إغراتا متحابين متعاوتين لا يعتدى بعضهم على بعض ، يجير عليهم أدتاهم . وهم يد واحدة على من سواهم . وأنزل الله سبحانه وتعالى على قلب رسولهم الكريم الترآن المجيد ، فيه هدى ورحمة للمتقين ، يأمرهم فيه بالمعروف وينهاهم فيه عن المنكر ، ويحضهم على طلي العلم والحكمة ، والتأمل فى الكون : ويمدح العلماء ويعظم من شأنهم فى كثير من آياته الشريفة مثل قوله سبحايه : يرفع الله الذين آمثوا منكم والذين أوتوا العلم درجمات) (3).
وفى صدر الإسلام والعصر الأمرى أقيل الصحابة والتابعون على درأسة القرآن العزيز وما يهويه من العلم والحكمة ، فنشأت على أيديهم تلك العلوم ، وكذلك علوم الحديث الشريف وعلوم السنة النبوية المياركة ، وكلها علوم لازمة لاستكمال معرفة المنهع الإسلامى الذى اختاره الله سبحانه وتعالى لعباده حيث بينت لهم الحلال والحرام ، وظهرت كذلك فى هذه الفترة العلوم التى تساعد على توضيح معانى الالفاظ القرآنية ومعانى غريب الحديث مثل علوم اللغة العريية وقتونها ، وعلم التاريخ والتراجم ، وكان
(1) هذا بع عليه تاريغيا
(2) البقرة : 129.
(3) المجادلة: 11.
صفحه ۵
الفرض من كل هذه العلوم هو خدمة الدين الاسلامى والمحافظة عليه ، وقد حرص الصحابة والتابعون وتابعوهم على حنظها فى الصدور
ولى العصر الأموى أيضا بدأ علماء المسلمين فى دراسة ما خلفته لهم الأمم التى سبقتهم من علوم وآداب وفنون ، ولكنها كانت يداية متانية جدا، حقى إذا كان العصر العباسى الأول اخذت دراساتهم لها تتنشط بسرعة نتج عنها دراسات عميقة أتتبتها عقول واعية ذات بصيرة نافدة، وقلرب متنتحة لم يشبها ش من التمصب وأقبلوا يترجمون إلى اللفة العرية تراث تلك الحضارات القدية الضخم ، بخاصة ما خلفه الاغريق والرومان والفرس والمصريون والهنود
وقد تتج عن التقاء علوم الأقدمين وثقافتهم مع العلوم الدينية الإسلامية والعلوم الأخرى المساعدة لها أن فتحت أمام علماء المسلمين وغيرهم من الشعوب التى خضعت لهم أو اندمجت فيهم آفاتا واسعة للبعث العلس والأدبى فى مختلف العلوم والفنون ، وأقذت ثمار تلك الدراسات تظهر للناس فى شكل كتب ومؤلفات كشيرة وبخاصة ف مجال القلسفة والطب والكيمياء والفلك والعلوم الرياضية والجغرافيا ، وكذلك ازدهرت فى ذلك العصر العلوم الدينية وظهر الفقهاء والمفسرون والمحد ثون وعلماء اللفة العربية والنحاة والشعرا، والمؤرخون ، وازداد إنتاجهم الفكرى وتطور ، فكثرت ميادينه وموضوعاته نى مغعلف الجالات ، وقد يسرت صشاعة الورق فى عهد هارون الرشيد انتشار الانتاج الفكرى ووجود نسخ كثيرة من مخطوطاته فى العواصم الإسلامية
وقد تنوعت المؤلفات فى ذلك المصر من حيث الحجم والمضمون فكانت الكتب المبسوطة التى تعتى بالتوسع فى الشرح والعناية بذكر التفاصيل ، كسا ظهرت الكتب المتوسطة التى يكون لفظها بازاء معناها وننعها عام ، إذ آنها لا تتطرق للتفاصيل التى لا يعنى بيحثها إلا كبار العلماء والتخصصرن ، وكانت الكتب التى صنفت فى ذلك العصر ف مختلف العلوم " لا تحصى كثرة ، لكثرة العلوم وتفتشها واختلاف أغراض العلماء فى الوضع والتأليف (1)
واستمر الازدهار فى الإنتاج الفكرى كما وكيفا حتى إذا كان التصف الأول من القرن الرابع الهجرى نهج * الفارابى * فى عالم التاليف باللغة العريية منهاجا جديدا ، وذلك
(1) ابن الاكفانى : إرشاد القاصد إلى اسنى المقاصد.
صفحه ۶
فى رسالته المشهورة بعنوان : مقالة فى إحصاء العلوم : كتاب أهى نصر معد الفارابى فى مراتب العلوم * ، فقد فتح الباب على مصراعيه أمام علماء المسلمين للتاليف فى علم * تقاسيم العلوم وترتييها، وهو علم ابتكره الفارابى111 يبين فيه " مراتب العلوم وقيمة كل منها مقارنا بالعلوم الأخرى، كسا يوضح الغرض من كل علم وصلته بغيره من العلوم الأخرى ، ثم قسم الفارابى كل علم تتسيا يحدد موضوعاته وأجزائه ، ويوضح الصلة بين كمل متها وبين باقى الموضوعات أو الأجزاء العى يشتمل عليها هذا العلم .
ومن المهم أن تلاحظ أن هاه الموسوعة - فوق ذلك - كانت فاتحة لتأليف " الموسوعات العربية المختصرة * التى ترتب المواد فيها وفق التصنيف العلمى فى كل فن أوعلم على حدة ، فقد أحاط "الفارابى فى رسالته هذه بعلوم عصره عدا الطب والموسيتى، ثم قدمها للناس بعد تلخيص المعلومات الواردة فيها تلخيص الفيلسوف المتمكن ، وألم في هذا التلخيس بأهم الموضوعات متوخيا دقة التعبير ، ووضوح الأسلوب سواء اكان ذلك عند ذكر علوم العرب ، آم عند بحث علوم العجم .
وقد أعجب علماء المسلمين بهذه * الموسوعة المختصرة المصنفة" آيما إعجاب حيث جاءت كما ذكرنا من قبل - في عصر ازدهر فيه الإنتاج الفكرى المبسوط والمتوسط، وكان يتعين على كل من يريد أن يكون أديبأ مجيدأ ، أو عالمأ مرموقأ أن يلم باكثر ما يستطيع من علوم ومعارف عصره ، وأدرك العلماء والفلاسفة أن لهذا المنهاج الجديد فى التاليف نوائد عظيمة ، فهو ييسر البحث فى جميع فروع المعرفة ، وقد عبر عن ذلك - القاضى صاعد الأندلسى " (المتوفى سنة 463 ه / 7.ام) بقوله فى عبارة.
نصيحة مختصرة "تم له بعد هذا كتاب شريف فى إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها لم يسيق إليه ، ولا ذهب أحد مذهبه فيه ، ولا يستغنى طلاب العلوم كلها عن الاهتداء به وتقديم النظر فيه (2).
(1) * الفارابى * هو أعد كبار لملاسفة المسلمين الذين بلغرا القعة فى الإحاطة باكثر علوم عصره حتى اطلق عليه اسم * المعلم الثانى * أى أنه يلس فس المرتبة العلمية الفيلسوف الاغريقى الكبير * آرسطو * وقد توفى سنة 239ه - .15م ولد تشرت "مكتبة النهضة المصرية هله الرسالة بعنوان : إعصاء العلوم * عدة مرات بتحتيق المرهوم دكتور عثمان أمين
(2) انظر مقدمة الطيعة الثانية الموسوعة * إحصاء العلوم * ولد تولى القاضى صاعد الأندلسى س43-1070م.
صفحه ۷
وقد دفع هذا الإعجاب كبار فلاسفة المسلمين إلى أن يحذوا حذو الفارابى فى العناية بتاليف * الموسوعات المختصرة المصنفة * ومنهم من شسلت موسوعته الكلام فى أكبر عدد مكن من علوم عصره وفتونه ، ومنهم من اكتفى بالكتابة عن مجموعة اختارها من بين تلك العلوم والمعارف ، وقد ورثشا الكثير من هذه وتلك ، ووصل بعضها فى اتقان البحث ودقة الترتيب ووضوح الرأى إلى مكانة سامية تدانى مكانة إحصاء العلوم للفارابى ، وأطلق كل مؤلف على موسوعته عنوانا أو اكثر رغبة مته فى تحديد المجال العلمى الذى آلفها فيه ، فقد اغتار الفارابى لموسوعته ثلاثة عنارين هى : (ا) إحصاء العلوم.
(ب) علم مراتب العلوم وتصتينها.
(ج) علم تقاسيم العلوم.
ومن أشهر * الموسوعات - المختصرة المصنفة * التى أشاد بها كبار العلما، والدارسين :
(1) موسوعة * مناتيح العلوم * تاليف ابى عمد الله محمد الوارز المتوفى سنة 387ه الموافقة لسنة 997م.
(2) موسوعة " مفتاح العلوم * تأليف سراج الدين أبى بعقوب السكاگى المتوفى سنة 626ه الموافقة لسنة 1428م
(3) إتمام الدراية لقراء الشقاية تأليف جلال الدين السيوطى المتوفى سنة 911د- الموافقة لسنة 150م.
وقد بدأ السيوطى بكتابة موسوعته * النقاية * ثم نقحها وتوسع قليلا فى شرحها وأطلق عليها عنوان : * إلام الدراية لقراء التقاية،
(4) مرسوعة :ه إرشاه القاصد إلى اسنى المقاصد تن أنواع العلوم * تاليف " شمس الدين محمد السنعارى أصلا ، المصرى بلدأ ، المعروف باسم ابن الاكنانى المتوفى سنة 748 ه الموافقة لستة 1348م " وهى الموسوعة التى نحن بصدد التعريف بها ومن الانصاف أن نذكر آن موسوعة : إرشاد القاصد إلى أستى المقاصد فى أتواع العلوم لابن الأكفاتى * تتقدم فى كثير من النواحى على غيرها من الموسوعات المختصرة المصنفة الأخرى ، وسنحاول أن تذكر فى إيجاز أهم هذه النواحى :
صفحه ۸
أولا ، عنى " اين الاكفانى" بالكلام على الإنتاج الفكرى حتى الترن الثامن الهجرى ، وقد صنف فى موسوعته الصلوم والفنون التى صنفها * الفارابى * ثم زاد عليها تصنيف الطب والموسيقى ثانيا : اسعهل * اين الاكفاتى موسوعته بمقدمة تعتبر من أحسن ما كتب حتى ذلك العصر عن تطور التربية والتعليم عند المسلمين ، وقد عنى بذكر فضسل العلم ، ووظينة المعلم وواجباته، وما يجب أن يتحلى به من فضائل ، وعن المتهج الواجب اتياعه ، وما يبعب أن يتحلى به الطالب أثناء تحصيل العلم والوسائل التى يستعين بها ، وعن مصنفى الكتب ، وأهمية الاستعانة بالمصنفات المعتبرة .. الخ رقد أجاد "ابن الأكفاتى فى هذا الشرح حتى أن "الفيروز أبادى" (1) استعان بهذا البحث قى كتابه الكبير بصائر ذوى العمييز فى لطائف الكعاي العزيز (2) قنقلها كاملة دون أن يذكر أنه استعان بموسوعة " ابن الأكفانى * .
ثالعا : لا شاه أن ابن الاكناتى استلاد من مرسوعة الفارابى: إصاء العلرم * ، كما استفاد غيره من مؤلفى الموسوعات المختصرة المصنفة ولكن من الإنصاف أن نذكر أن * ابن الاكفاتى كان له منهجه الخاص ورأيه فى بيان مراتب العلوم وفى تقاسيمها (3) ، وأنه خالف في ذلك بعض آراء " الفارابى ولذلك فقد ألحقنا بهذا التحقيق خرائط بيانية توضح فى عدة لوحات تقاسيم العلوم وييان مراتبها عند كل من ابن الاكفانى و الفارايى وكذلك عند اهوارزصى (4) حتى يستطيع القارى أن يقف على رأى كل منهم فى تقاسيم العلوم : ولما كان الغرض من تاليف هله الموسوعة هو بيان فضل العلم والتعليم والتعلم والمعلم - كما ذكرتا فى بعض الفترات السابقة ، فقد كان رأى * ابن الاكفانى أن للمتربية والتعليم وسيلتين ها :
(1) * مجد الدين محمد النيررز آهادى صاحب التأليف الكميرة المشهررة . توفى سدة 817 ه .
(2) بقع هذا الكتاب فى أريعة مجلدات ، وكد نشرته * لجنة احياء التراث الإسلامى فى المجلس الأعلى للشتون الإسلامية . انظر المجلد الأول . الطبعة الثانية ص 10 -455
(3) هذا العلم هو ما تطلق عليه الآن : علم التصنيف .
(4) الوارز (توفس سنة 387ه- 197م)
صفحه ۹
(1) الأقذ عن أستاذ ينصح للطالب ويرشده ، وكان هذا هو الرأى السائد قبل عصر ابن الأكفاتى * حتى إن العلماء كاتوا لا يقدرون العلم المكتسب عن طريق الكتب حق قدره.
(2) كاد * ابن الاكنانى * مع ثقته فى الأستاذ الناصح - يرى أن الكتاب أصبح وسيلة لا غتى عنها لاكتساب كل أنواع المعرفة ، ولذلك فإنه أطال الكلام فى المقدمة الثانية عن الكتب وأنراعها ، وقيمة كل نوع منها ، والشروط الواجب توافرها فى الكساب الجيد ، ومن هنا ققد أوجب على كل من يصل فى دراسته إلى كشف جديد أو إلى نظرية تافعة - أوجب عليه أن يثبت ذلك فى كتاب ينتفع به العلماء والدارسون لأن ذلك هو إعدى الوسائل اللازمة لتقدم العلوم والمعارف الإنسانية وكذلك أوجب عاى ننسه إدخال تتظيم جديد على متهاجه نى كتابة موسوعته لم يسبته اليه أحد من مزلفى الموسوعات المفتصرة المصنفة * وهر آن هشيل بد انتهاء الكلام على كل علم وكل نسم من علم ثلاثة مراجمع : الأول هاب مسوط، والثانى كتاب معرسط والفالت كنا مفقصر ويذلك قدم للعلماء والمتتفعين بموسوعته قائمة كبيرة مختارة من بين أحسن المراجع التى أبدعتها قرائح العلماء فى مختلف العلوم والفنون حتى عصره: وغلاصة التول فى كتاب " إرشاه القاصد إلى أسنى المقاصد كى اتواع العلوم * هى أن الفياسوف الكبير " ابن الأكفانى ، أكير آطياء عصره ، لم يكتف بأن يهدى للأجيال المتعاقية من العلساء والياحثين * موسوعة مختصرة موجزة * تتيع لطلبة العلم الوقوف على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية فى مغتلف أنواع العلوم والثقافة فى القرن الثامن الهجرى ، ولكنه أضاف إلى ذلك ذكر قائمة مختارة من الإنتاج الفكرى الإسلامى مع بيان قيمة الكثير منها ، وبذلك يكون قد أسهم مع " ابن النديم" فى تقديم القوائم الببليوغرافية التى خلدت الإتتباج الفكرى الإسلامى وأصبع كتاب "إرشاه القاصد إلى أستى المقاصد لى أتراع العلوم * هو المكمل للجهود الهجرى
عبد المنعم محمد عمر
صفحه ۱۰
القسم الاول
مباحث التحقيق
صفحه ۱۱
| المبحث الأول
الحياة السياسية والاجتماعية وأثرها في تكوين ابن الأكفاني
صفحه ۱۳
للبيئة التى يعيش فيها الإنسان أثر كبير فى تكوينه من الناحية الشقافية ، وفى توجيهه تحو المنهج الذى يسلكه فى حياته . وقد كان الشرق الأوسط فى الفترة التاريخية التى يتعدث عنها مسرحا لحروب طاحنة أشعلها البابا إيريان سنة 1095م بحجة تخليص القبر المقدس من المسلمين . فتوالت موجات الحملات الصليبية على فلسطين وسوريا ومصر، وامتدت حتى شملت المغرب العربى ، وقد دامت زهاء قرنين انتشر بسبيها الخراب ، ودمرت كثير من القرى والمدن ، وقتل الآلال المؤلفة من الشيرخ والنساء والأطفال ، بجاتب الدين استشهدوا من المجاهدين فى مصر والشام الذين استبسلوا فى الدفاع عن أوطايهم وأموالهم وأعراضهم وظهر فى هذين القرنين أبطال عظام بذلوا النفس والتفيس ، وقادوا المسلمين ، كان من أبرزهم السلطان صلاح الدين الأيوبى الذى قاد البلاد أكثر من عشرين عاما (1) والسلطان الظاهر بيبرس البند قدارى الذى تحمل أعياء الجهاد حوالى سبعة عشر عاما وكان له فضل كيير فى انتزاع النصر وهزية لويس التاسع عندما غزا مصر قبل أن يتولى بيبرس السلطنة ، كما كان له فضل .
احراز النصر على الصليييين طوال حكمه (2) ، وكان ذلك قبيل العصر الذى تتناوله بالبحث ، وهو العصر الذى عاش فيه ابن الاكفانى .
وحدث أثناء اشتعال تلك الحروب المدمرة أن داهم المغول البلاد الإسلامية من المشرق بقيادة هولاكو، واجتاح طبوفانهم البلاد الإسلامية التى تعرف الآن باسم أفغانستان وإيران، وخريوا المدن ، وقتلوا الالاف من الرجال والنساء والأطفال ، ثم اجتاحوا العراق ، واستولوا على بغداد ، ودمروا الكثير من معالمها ، ونهبوا ما وصلت إليه أيديهم، وقتلوا الخليفة المباسى "المستعصم بالله هر والكثير من رجاله سنة 656- 1258م ، ثم زحفوا إلى الشام ، وأخذوا يدمرون كل ما كان يقابلهم ، واستولوا بسرعة على حلب ودمشق ، وعائوا فى البلاد فسادأ ونهبا . واتتشر الفزع فى البلاد الإسلامية حتى قيض الله للسسلمين السلطان * سيف الدين قطز* فهزمهم شر هزية فى عين جالوت سنة 658ه - -126م ، وكان نصرا عزيزا أنقذ به البلاد السورية، واضطر المغول إلى التقهقر إلى حدود العراق الغريية ، ولكنهم عادوا يها جمون الشام المرة تلو المرة ،
(1) من سنة 567- 586ه / 1171 -1193م
(2) 698-626/ 1260- 1277م
صفحه ۱۵
فتصدى لهم السلطان الظاهر بييرس . وأنزل بهم الهزاتم المتوالية وبخاصة فى موقعة ابلستين سنة 975- 1276م.
وقى العصر الذى عاش فيه " ابن الأكفانى * ورث السلطان المنصور قلاون(1) أعباء الجهاد لمكاتحة هذه الأخطار الشى كاتت تهدد بغزو مصر والشام من الشرق ومن الغرب وقد لجح تجاحا كبيرأ في هذا الجهاد حتى وصفه معاصره المؤرغ أبو الفدا ، عماد الدين اسماعيل بقوله : " كان السلطان الملك المنصور ملكا مهيبأ حليما تليل سفك الدماء، كثير العفو ، شجاعا . فتح الفتوحات الجليلة مثل المرقب وطرابلس التى لم يجسر أحد من الملوك قبله مثل صلاح الدين وغيره على التعرض لهما لحصانتها ، وكسر جيش التتر على حمص(2) وكانوا قى جمع عظيم لم يطرق الشام قبله مثله (3)...ه وكان الفرتج قد استولوا على طرابلس فى سنة 3 .ه ه فيتيت بأيديهم الى أواتل سنة 188ه فيكون مدة لبثها مع الفرنج نهو مائة وخمس وثمانين سنة * (14 .
ورأى السلطان المتصور قلاون ، أنه بعد هذه الانتصارات لم يصيح للفرتج فى الشام سوى شريط ضيق على ساحل البحر المتوسط كاتت آهم مدته هى بيروت وعكا وصور وصيدا وعثليث ، ولذلك قرر السلطان أن مهادن الصليبيين عسى أن يجنهوا إلى السلام ، ولا يعتدوا على جيرانهم المسلمين ولذلك عقد معهم سنة 689ه-1290م هدنة لمدة عشر سنوات ، واعتقد الناس فى مصر والشام آن ذلك سيؤدى إلى آن يعيشوا فى سلام وأمان ، ولكن حدث آن وصلت فجأة فى هذا العام نفسه بضعة آلاف من متعصبى الصليبيين ، ونزلوا فى عكا، وأخلرا يعتدون على جيرانهم من المسلمين وصاروا يتهبون كل ما تصل اليه أيديهم ، ويقتلون الأبرياء ، وحدث أيضا أن ترفى فباة السلطان "المنصور قلاون * فى نفس العام سنة 689ه -1290م.
وورث " السلطان الأشرف خليل " الصراع مع الصليبيين الذين خرقوا الهدنة كما ورث الصراع ضد كبار أمراء المساليك بعد وفاة " السلطان المنصور قلاون * فهاجم
(1) سنة 628-1279/646-1290م
(2) ن680ه 1281م.
(3) كتاب المتتصر فى آخبار البشر ، جع من 23- 24.
صفحه ۱۶
" عكا * واستولى عليها عنوة بعد قتال مرير، فدب الفزع فى قلوب باقى الفرنجة وأخلوا بيروت وصور وصيدا وعثليث وغيرها من الشريط الذى كانوا يحتلونه على ساحل البحر المتوسط ، وهكذا * اتفق لهذا السلطان من السعادة ما لم يتفق لغيره من فتح هذه البلاد العظيمة الحصينة بغير قتال ولا تعب ، وأمر بها فخريت عن آخرها وتكاملت بهذه الفتوحات جميع البلاد الساحلية للإسلام ، وكان أمرأ لا يطمع فيه ولا يرام ، وتطهر الشام والسواحل من الفرنج بعد أن كاتوا قد أشرفوا على أخذ الديار المصرية وعلى ملك دمشق وغيرها من الشام . فلله الحمد والمثة على ذلك * (1) وكان ذلك سنة69ه- 1291م وعاش * ابن الاكفانى * وسط الفرحة التى عمت بلاد المسلمين ، ولكنها لم تدم طويلا ققد تآمر كبار آمراء المماليك وتمكنوا من قتل السلطان الأشرف وهو فى رحلة صيد فى أواثل المحرم سنة 693ه ، ولما لم يكن فى وسع أحدهم أن يقهر الآخرين ، ويستولى على الملك ، ويلزمهم بطاعته فقد اضطروا حسمأ للنزاع المؤقت بينهم إلى الاتفاق على تولية الأمير محمد ابن السلطان قلاون سلطنة مصر والشام ، وكان طفلا فى التاسعة من عمره ، وكان كل آمير منهم ينى نفسه أن يستطيع التخلص منه ، وأن ينصب نفسه سلطانأ نى أول فرصة تتاح له.
وكثرت الدسائس والفتن وازداد التناحر بين كبار أمراء المماليك حتى استطاع أحد الأمراء عزل هذا الغلام ، وتولية تفسه سلطانا باسم السلطان العادل كتبفا 6941د - 1294م) ، ولم يلبث أن ثار عليه فريق آخر من الأمراء ففر إلى دمشق ، وبايع الأمراء المنتصرون سلطانا آخر باسم السلطان المنصور لاچين 6961ه - 1296م) وهكذا كانت الفوضى سائدة فى جميع بلاد مصر والشام وكثرت الاضطرابات والفقن والمنازعات بين طوائف المماليك وأمرائهم . فلا يكاد ينتشر الخبر بمرض سلطان أو وفاته او مقتله حتى تغلق الحوانيت ، ويختزن الناس الطعام ، ويستعدون لفترة عصيبة يتزعزع فيها الأمن ، وتقل المؤن ، وتضطرب الحياة الاقتصادية (12.
(1) كتاب الختصر فى أخبار البشر. لاب الفدا عماد الدين إساعيل ، ج4 ص24 -25.
(2) كتاب : الأيويون والمماليك فى مصر والشام ، تأليف سعيد عاشور، ص 283.
صفحه ۱۷
ويينما كانت كل طبقات الشعب تعانى من هله الفوضى المتتشرة فى البلاد ، تسامع الناس ، ومن يينهم ابن الاكفانى ، أن المغول انتهزوا هذه الفرصة ، وزحفوا على الشام 667-1298م)، وأنهم هزموا أمراء المماليك الشاميين ، ودخلوا دمشق حيث عاثوا فى البلاد فسادا . وقتلوا الكثيرين ، ونهبوا ، وإزاء هذا الخطسر الداهم من الخارج ، وعملأ على إيتاف الفوضى ، لم ير كبار أمراء المماليك بدأ من إعادة السلطان محمد الناصو إلى العرش للمرة الثانية على الرغم من أنه كان ما يزال مراهقأ فى الرابعة عشرة من عمره (694ه- 1298م) ، وقد استقبل الشعب هذا الاجراء بالابتهاج واقامة الزينات فى طريق عودة هذا السلطان الصغير إلى قلعة صلاح الدين لأن الشعب كان يحب بيت السلطان قلاون .
وخرج الجيش من مصر وعلى رأسه كبار أمراء المساليك ومعهم السلطان محد الناصر إلى الشام 6981ه- 1299م) وانتصر المسلمون نصرأ عزيزأ بالقرب من دمشق (702د - 1302م) فعم الفرح والابتهاج فى مصر والشام ، اعتقد الشهب أن هذا النصر كان ببركة رياسة السلطان الصغير الذى كان فى الشامتة عشرة من عمره (1) ، وعم البشر والسرور بلاد مصر والشام .
وخشى كبار أمراء المساليك عاقبة تعلق الشعب بهذا السلطان الشاب فضيقوا عليه الخناق ، ومنعوه من الاتصال بالجماهير وأصبح العوية في أيديهم لا حول له ولا قوة ، ولا يملك لنفسه ضرأ ولا تقعا حتى إنه كان لا يستطيع أن يطلب من الطعام ما تشتهيه ننسه ، فضاق ذرعا بهذا الحال ، ودبر الحيلة حتى استطاع أن يخرج من مصر ، واحتى يقلعة * الكرك وتنازل عن الملك ، وحاول الأمراء إغراءه بالعودة قلم يفلعوا ، ولذلك اتفقوا على تولية أحدهم هو السلطان بييرس الچاشتكير (2) (708ه- 1308م) ولكن الأمور لم تستقر له، وشاء القدر أن يجي فيضان النيل منخفضأ ، فتلفت الزراعة ، وقلت المحاصيل ، وتفق الكثير من الماشية والدواب ، وارتفعت الأسعار، فشار التاس فى القاهرة، وأخذرا يهتفون ضد السلطان بيبرس وأعوانه ، ويطالبون بعودة السلطان الناصر محمد ، كما أن أمراء المماليك بالشام لم يرضوا عن تولية
(1) السلوك للمقريزى ، *1 ص 28.
(2) مطلق عليه أيضأ بيبرس الثانى
صفحه ۱۸
السلطان بيبرس الثانى، وأخلوا يعلنون ولاعهم للسلطان الناصر محمد وصار يتجمع لناصرته أمراء المماليك المصريين ، فزحف إلى مصر ، واسترد الحكم (9 . 7اه- 130م) وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره واستفاد من التجارب الشى مرت به ، وأصبح قادرأ على أن يمسك بزمام الحكم ، وفرض كملمته على أمراء المماليك وقمع كل من يحاول الفتنة ، فاستقر له الملك ، ودانت له البلاد واحدا وثلائين عاما : 70- 741د/1309-1340م قضاها فى إصلاح أحوال البلاد والتهوض بها ، فأنشا القناطر ، وشق الترع الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية ، ولم يكتف بتكليف بعض الأمراء بتقوية جسور النيل والترع الكبرى لحماية مصر من فطر الفيضاتات العالية ولكنه أشرف بنفسه على تقوية بعضها ، كما أقام وشجع أمراء المماليك على إقامة المساجد لتكون دورأ للمبادة ومركزا لنشر التعليم ، وقد أوقفوا عليها الكشير من الأوقاف هتى يكون لها دخل ثابت يساعد على استمرارها فى أداء رسالتها ، وهتى تستطيع أن تستعين بكبار العلماء للتدريس فيها لقد عاش ابن الأكفانى فى هذا العصر اللذى ازدهرت فيه الحياة الاقتصادية فى مصر والشام ، وعم فيه الأمن ، وانتشر الرخاء مما أتاح الفرصة لامتداد نفوة السلطان الناصر معمد إلى الحجاز حيث قام متنظيم شتون مكة المكرمة والمدينة المتورة وتوفير أسباب الحياة لسكانهما ، وكذلك ليح السلطان الناصر محمد فى مد تفوذه على ليبيا وتونس غربى مصر ، كما نجح فى نشر الأمن والسلام فى بلاد النوية :
صفحه ۱۹
|| مراجع المبحث الأول
(1) النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى ، ج6، 8،7 .
(2) مفرج الكروب لابن واصل:
(3) السلوك للمقريزى:
(4) المختصر فى أخبار البشر لابى الندا، ج 2 3،
(5) تابيغ الخلفاء للسيوطى
(6) المواعظ للمقريزى:
(7) التهج السعيد لمفضل ين ابى الفضايل
(8) بدائع الزهور لابن إياس.
(9) الايوبيون والمسالين فى مصر والشام لسعيد عبد الفتاح عاشور
(10) دولة بنى قلاوون فى مصر لمحمد جمال الدين سررر
صفحه ۲۰
| المبحث الثاني
الحياة العلمية والثقافية في عصر ابن الأكفاني
صفحه ۲۱
كانت الحروب والفقن والكوارث التى ايتليت بها البلاد الإسلامية فى هذين القرنين سببا فى اتتشار الشعور بالذنب بين المسلمين ، فقد ساد الاعتقاد بين الناس آن الله سبعانه قد سلط عليهم الصليبيين والمغول لاتفماس حكامهم وأغنيائهم فى الترف والشهوات ، وابتعادهم عن تعاليم الدين الإسلامى الحنيف ، وظهر فى جيع البلاد الاسلامية عدد كبير من أقطاب المتصوفين والزهاد ونشط دعاتهم فى الدعوة لتعميق هذا الشعور بين مختلف طبقات الشعب ، واصطيغ كثير من الآدب العربى شعره ونثره بهده الروح : ودعا بعض غلاة المتصوفين إلس اتباع نظريات فلسنية تصوفيه مبنية ملى مبادي غير إسلامية ، فقد انتشرت فى سوريا وفى غيرها من البلاد الأسيوية الدعوة إلى نبذ الدتيا وما فيها من النعم التى أحلها الله لعياده ، وإلى أن يقبل الناس على مجاهدة النفس بالرباضة الروحية حتى يتصل المريد بالذات الإلهية المقدسة ويفتى فيها فيشعر باللذة الدائسة ، ويرى " مالا عين رأت ولا أذن سسعت ولا غطر على قلب بشر "(1) فتصدى لهم كثير من الفقهاء والمعدثين ، وهاجموهم هجومأ يتاز بعضه مالهدوء وضبط التفس والموعظة الحسنة على أساس الدعوة إلى اتباع تعاليم الدين الإسلامى الحنيف فى سماحة ، وكان من بين هؤلاء الطبيب والفقيه الإسلامى النابغة ابن النفيس (2) ، فقد عارضهم وآبان أن الانسان مدنى بطبعه ، وأنه يجب آن يعيش فسى جماعة يتعاون أفرادها ، " لأن الانسان فى حاجة إلى غلاء صناعى ، ولباس صناعى وليست كجود عيشته اذا اتفرد بنفسه ، بل لابد آن يكون مدنيا حتى يكون مع جماعة : يكون لبعضهم أن يزرع ، وللآخر أن يحرث ، وللآغر آن يخيز ، وللأغر أن ينقل المادة ، وللآخر آن يخيط الثوب ، ونحو ذلك "(3) وكذلك دافع ابن التفيس عن مبدا * العمل لكسب الرزق * معارضا فى ذلك غلاة المتصوفين الذين دعوا إلى الانقطاع إلى العبادة ونبد الدنيا ، فقد بين لهم أن الشرع الذى ياتى به النبى يجب أن يفرض ذلك كما يفرض غيره من المبادي الهامة التى لا تصلح الحياة إلا بها ، فيقول :
(1) انظظر شرحتا * للرسالة الكاملية فى السيرة النبوية *
(2) هو الطبيب المسلم الذى اكتشف الدورة الدمرية الصفرى ، وكان بجانب ذلك فقيها شافعيا 6071- 120/687-1244م)
(3) الفصل الثالث من القن الأول من الرسالة الكاسلية فى السيرة التبوية.
صفحه ۲۳
" إن الثبى يجب أن ينهى عن الظلم وأغذ مال بغير حق وبالباطل ، ويأمر بالمعروف ويتهى عن المنكر ، و (عن) كل أمر يؤدى إلى الاستفتاء عن نفع الناس وإلى القناعة بالبطالة ، فيجب أن يكون اجتماع الناس على وجه يكون لكل واحد تفع ، فلا يكون فيهم من لا نفع له إلا أن يكون عاجزأ بمرض (1) .
وكان من بين الفقهاء الدين عاصرهم ابن الاكفاتى * المزى : يوسف بن عبد الرحمن الكلبى *(2) إمام الخفاظ وحامل راية السنة والجماعة (654 - 742ه) ، ومنهم كذلك الأصبهانى ، أبو الشناء شمس الدين محسد (13(674- 749ه / 1276- 134م) فقد هاجر من اصبهان إلى دمشق وعاصر ابن تيمية ثم استقر بالقاهرة شيخا لخاتقاه توصون بالقاهرة وهر صاحب المؤلفات فى الفقه والتفسير والمنطق . ومتهم كذلك تقى الدين السبكى(4) : (756ه - 1355م) أبو الحسن على ، وهو الذى انتهت اليه رياسة العلم فى مصر ، وقد تولى قضاء الشام ثم مشيخة دار الحديث بالأشرفية بصر، وعاصر كذلك تاج الدين السبكى ، أبو النصر عبد الوهاب (9) (727- 771د/ 1326 - 1399م) وهو ابن تقى الدين سالف الذكر ، وقد انتهت إليه أيضأ رياسة قضاء الشام ، ومن أشهر مؤلفاته " جمع الجوامع فى أصول الفقه * وكتاب " طيقات الشافعية الكبرى *: وتالق فى عهد ابن الاكفانى لفيف آخر من الفقهاء الغيورين على الإسلام ، فتصدوا للفلاسفة ولأصحاب الطرق الصوفية ، وكان من أبرزهم ابن تيسية (9) ، تقى الدين ابو العباس (661- 728ه/ 1263 - 1328م) فقد كان هو وتلاميده على رأس الفقهاء الذين آثروا العنف فى مهاجمة بعض الفلاسفة وغلاة المتصوفين
(1) الفصل الثانى من الهاب الشانى من الفن الثالث من الرسالة الكاملية لى السيرة النبوية .
(2) مفتاح السعادة ج2 ص 367 -368.
(3) القاموس الإسلامى لاحمد عطية الله *1، ص119.
(4) القامرس الاسلامى، ج3، ص 2641.
(5) التامرس الإسلامن، ج3.
(6) فوات الوفيات لاين شاكر الكتمى ، ج1 ، ص 29. وطبقات الشانعية للسبكى : جه .212 -141
صفحه ۲۴