... فتقرر بهذا أن الرافضي من رفض ذلك الإمام لتركه لسب الشيخين , والإمامية يسبون الشيخين وجمهور الصحابة , بل وسائر المسلمين , ما عدا من كان على مثل اعتقادهم , ويسبون أيضا زيد بن علي , وينتقصونه , كما يعرف ذلك من له إلمام بكتبهم .
... وقال النووي في شرح مسلم في مباحث المقدمة ما لفظه : وسموا رافضة من الرفض , وهو الترك . قال الأصمعي وغيره : لأنهم رفضوا زيد بن علي وتركوه .
... وهكذا صرح جماعة من العلماء بأن الرافضة هم هؤلاء , وصرح جماعة أيضا بأن الرافضة هم الذين يسبون الصحابة من غير تقييد .
... ويا لله العجب من هذه الفرقة ! كيف تبلغ بهم محبة أمير المؤمنين إلى ما لا يرضاه ؟! بل إلى ما هو على خلافه , كما أسلفناه عن الإمام يحيى : أن مذهب أمير المؤمنين جواز الترضية .
... وقد حكى الإمام عبدالله بن حمزة في كتابه ( الكاشف للإشكال الفارق بين التشيع والإعتزال ) ما لفظه : والمسلك الثاني : أن أمير المؤمنين هو القدوة , ولم يعلم من حاله عليه السلام لعن القوم , ولا التبرؤ منهم , ولا تفسيقهم , يعني المشايخ .
... قال : وهو قدوتنا , فلا نزيد على حده الذي وصل إليه , ولا ننقص شيئا من ذلك , لأنه إمامنا وإمام المتقين , وعلى المأمور إتباع آثار إمامه , واحتذاء أمثاله , فإن تعدى , خالف وظلم اه .
... وقد حكى هذا الكلام بألفاظه السيد الهادي , وحكى في الصحابة أن عليا عليه السلام كان يرضى عنهم , فقال :
ورض عنهم كما رضى أبو الحسن ... * ... أو قف عن السب إن ما كنت ذا حذر
وروى الإمام المهدي في ( يواقيت السير) : أنه حين مات أبو بكر , قال عليه السلام : رضي الله عنك , والله لقد كنت بالناس رؤوفا رحيما اه .
صفحه ۹