... وقال الإمام يحيى بن حمزة أيضا في رسالته ( الوازعة للمعتدين عن سب أصحاب سيد المرسلين ) بعد أن حكى عن أهل البيت أنهم لم يكفروا ولم يفسقوا من لم يقل بإمامة أمير المؤمنين , أو تخلف عنه أو تقدمه ما لفظه : ثم إن لهم بعد القطع بعدم التكفير والتفسيق مذهبين :
الأول : مذهب من صرح بالترحم والترضية , وهذا هو المشهور عن علي , وزيد بن علي , وجعفر الصادق , والباقر , والناصر , والمؤيد بالله , وغيرهم وهو المختار عندنا .
ثم قال :
الثاني : من توقف عن الترضية والترحم والإكفار والتفسيق , وإلى هذا يشير كلام القاسم , والهادي وأولادهما , والمنصور بالله , لأنهم لما قطعوا على الخطأ ولم يدل دليل على عصمتهم , فيكون الخطأ صغيرة في حقهم , جاز إن لم يكن خطؤهم كبيرة , فلذلك توقفوا عن الترضية .
قال : ونقابله على أنا قاطعون على إيمانهم قبل هذه المعصية فنستصحب الأصل ولا ننتزع عنه إلا لدلالة قاطعة على كفر أو فسق .
قال : وما روي عن المنصور بالله أنه قال : من رضي عنهم , فلا تصلوا خلفه , ومن سبهم , فاسألوه : ما الدليل ؟ .
الرواية المشهورة : من سبهم , فلا تصلوا خلفه , ومن رضي فاسألوه ما الدليل ؟.
انتهى كلام الإمام يحيى عليه السلام , وقد بالغ في كتابه المسمى ب( التحقيق في الإكفار والتفسيق ) في الاستدلال على جواز الترضية , وكذلك في سائر كتبه الكلامية .
قال الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم في ( الإيضاح ) : واعلم أن القائلين بالترضية من أهل البيت هم : أمير المؤمنين والحسن والحسين وزين العابدين علي بن الحسين والباقر والصادق وعبدالله بن الحسن ومحمد بن الحسن ومحمد بن عبدالله النفس الزكية وإدريس بن عبدالله وزيد بن عبدالله وزيد بن علي وكافة القدماء من أهل البيت .
زمن المتأخرين : سادة الجيد : المؤيد بالله وصنوه بن طالب والناصر الحسن بن علي الأطروش والإمام الموفق بالله وولده السيد المرشد بالله والإمام يحيى بن حمزة .
صفحه ۴