ألا مَنْ فيه غيرة؟!
ألا من يبرِّد حرّ هذه الجمرة؟!
أين رأفة أهل الإِسلام؟!
أين شفقة أمة محمَّد ﵊، الموصوفين بالأوصاف الجميلة، المخصوصين باتباع المخصوص بالفضيلة والوسيلة؟!
أَمَا بلغكم قوله ﷺ: "إنَّما يَرْحمُ اللهُ مِنْ عبادِه الرُّحماءَ" (١).
وقوله ﷺ: "الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء" (٢).
وقوله ﷺ: "المؤمنون كَجَسَدٍ واحِدٍ، إن اشْتكى عضو منه تداعى إليه سائر الجسد" (٣).
فاقبلوا وصية نبيكم النَّاصح لجيِّدكم ورديِّكم، واستيقظوا من غفلتكم، وأفيقوا من سكرتكم.
أين أرباب الهمم العالية؟
أين أصحاب النفوس الزاكية؟
أين أرباب العقول، البائعون نفوسهم في نصرة دين الرسول؟
_________
(١) أخرجه البخاري (٣/ ١٥١)، ومسلم (٢/ ٦٣٠) من حديث أسامة بن زيد.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢/ ١٦٠)، وأبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١٩٢٤)
وغيرهم من حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث صحيح. انظر تفصيل الكلام عليه في رسالة "العروس المَجْلِيَّة" للزبيدي المطبوعة ضمن سلسلة لقاء العشر الأواخر (ص ٣٢).
(٣) أخرجه البخاري (١٠/ ٤٣٨)، ومسلم (٤/ ٢٠٠٠) من حديث النعمان بن بشير.
1 / 29