Irshad al-'Ibad ila Ma'ani Lum'at al-I'tiqad
إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد
ناشر
دار التدمرية
ویراست
الأولى
سال انتشار
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢
ژانرها
يخرجون منها بعد أن ماتوا وصاروا حمما فحمًا، ثم يلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحِبة في حميل السيل (١).
قوله: «ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ [الأنبياء:٢٨]»: فكلهم يشفعون، وكل بحسبه.
قوله: «ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين»: كل هذه المسائل التي ذكرها المؤلف ﵀ مما يكون بعد الموت: مما يجب اعتقاده والإيمان به.
فأهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ما أخبر الله ﷿ به، وما أخبر به رسوله ﷺ مما يكون بعد الموت، وكل ذلك داخل تحت الإيمان باليوم الآخر، فالإيمان باليوم الآخر يدخل فيه كل ما يكون بعد الموت، من فتنة القبر، وعذاب القبر، ونعيم القبر، والبعث، والنشور، وما يكون يوم القيامة من وزن الأعمال، وتطاير الصحف عن الأيمان والشمائل، ومحاسبة العباد، فكل ذلك يؤمنون به على مراد الله ومراد رسوله ﷺ، ولا يبحثون عن كيفية هذه الأحداث والأمور العظيمة.
(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٨٠٦)، ومسلم في صحيحه برقم (١٨٢) من حديث أبي هريرة ﵁، قال النووي في شرحه على مسلم (٢/ ٢٤) عند هذا الحديث: «الحبة: فبكسر الحاء، وهي بزر البقول والعشب، تنبت في البراري وجوانب السيول، وجمعها: حبب، بكسر الحاء المهملة وفتح الباء. وأما حميل السيل: فبفتح الحاء وكسر الميم، وهو: ما جاء به السيل من طين أو غثاء، ومعناه: محمول السيل. والمراد: التشبيه في سرعة النبات وحسنه وطراوته».
1 / 99