٢ - بابُ الأَذانِ
عن مالكِ بنِ الحُوَيْرِثِ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: " إذا حضَرتِ الصّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لكُمْ أحدُكُمْ، وَلْيَؤمّكُمْ أكبرُكُمْ " (^١)، أخرجاهُ، ففي هذا دلالةٌ على عدَمِ وجوبِه على الأعْيانِ، وأنّهُ إمّا سُنّةٌ أو فَرضُ كفايةٍ.
عن أبي هُريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: الإمامُ ضامِنٌ، والمؤذِّنُ مُؤتَمنٌ، اللهُمّ أرشد الأئِمَّة، واغفِرْ للمؤذِّنين " (^٢)، رواهُ أحمد، وأبو داود، والترمِذِيُّ، وقالَ: وفي البابِ عن عائشةَ، وسَهْلِ بنِ سَعْدٍ، وعُقْبةَ بنِ عامِرٍ.
قلتُ: ورواهُ أحمدُ عن أبي أُمامَةَ، وحديثُ أبي هُريرةَ يرويهِ الأعْمشُ، فقيلَ: عن أبي صالحٍ عن أبي هُريرةَ، وقيلَ: عن رجلٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هُريرةَ، ورواهُ إسحاقُ عن أبي صالحٍ عن أبي هُريرةَ، ورواهُ سُهَيْلُ بنُ أبي صالحٍ عن أبيهِ عن أبي هريرةَ، وهذه طرقٌ يشُدُّ بعضُها بعضًا، فهو: حسَنٌ أو صحيحٌ.
ورَواهُ محمدُ بنُ أبي صالحٍ عن عائشةَ مرفوعًا، قال البخاريُّ: وهذا أصحُّ.
عن أبي الدَّرْداءِ، قالَ: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقولُ: " ما من ثَلاثةٍ في قريةٍ لا يُؤَذّنُ ولا تُقامُ فيهم الصلاةُ إلا استْتحوذَ عَليهمُ الشيطانُ، فعليكَ بالجَماعةِ، فإنَّ الذئبَ يأكلُ القاصيةَ " (^٣)، رواهُ أحمدُ، وأبو داودَ، والنسائيُّ.
عن أبي مَحْذورةَ: " أنّ رسولَ اللهِ ﷺ علَّمهُ الأذانَ تِسْعَ عشرةَ كلمةً، والإقامَةَ سَبْعَ
(^١) رواه البخاري (١/ ٣١٢)، ومسلم (١/ ٤٦٥ - ٤٦٦)، والنسائي (٢/ ٩).
(^٢) رواه أحمد (الفتح الرباني ٣/ ٨)، وأبو داود (٥١٧)، والترمذي (٢٠٧).
(^٣) رواه أحمد (الفتح الرباني ٥/ ١٧٥)، وأبو داود (٥٤٧)، والنسائي (٢/ ١٠٦).