بلده. اهـ. وقال الحافظ في " اللسان " (٣/ ٨٧): وكان الطبراني لقي هذا الشيخ فاغتنمه، والبغاددة لم يكن عندهم إدريس بذاك، فلم يكترثوا به. اهـ.
(ب) أن ابن مردويه كان سيئ الرأي في شيخه الطبراني، فقد قال أحمد بن الفضل الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر، لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء الأوائل فاغتم لذلك، وسبَّ الطبراني، وكان سيئ الرأي فيه اهـ. " النبلاء " (١٦/ ١٢٧). وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت يا أبا بكر عنه؟ فأشار إلى حزم، فقال: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا. " النبلاء " (١٦/ ١٢٧).
ومن هذا شأنه مع شيخه فجائز أن يتعلق بأي شيء يطعن به في شيخه مهما كان هذا الطعن ضعيفا هزيلا، والله المستعان.
ولعل ابن مردويه ﵀ قد رجع عن ذلك وتبين له أن استمراره على ذلك لا يضر إلا بنفسه، فإن شيخه قد وثقه وأثنى عليه أئمة عصره، فقد قال الحافظ الضياء كما في " النبلاء " (٣/ ٩١٦ - ٩١٧):
ذكر ابن مردويه في تاريخه لأصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، فلو كان عنده ضعيفا فضعفه. اهـ.
قال الذهبي معلقا على هذا: فدل على أنه تبين له أنه صدوق. اهـ.
(جـ) أن الطبراني معروف عنه اعتناؤه بالغرائب والعوالي، فقد كتب عمن أقبل وأدبر، وما وضع " المعجم الصغير " والأوسط " إلا لهذا، فكيف يقال بعد هذا ما تقدم؟!
الرابعة: إيراده الأحاديث الأفراد مع ما فيها من النكارة الشديدة
1 / 42