ورحلته، وبعض الفوائد المتعلقة بشيوخه، ثم ذكرت بعض الأعلام من تلامذته، ثم تكلمت على منزلته العلمية عند أهل العلم مع مناقشة ما أخذ عليه، ثم ذكرت مؤلفاته مقتصرا على ما طبع منها مما علمته، ثم ختمت ذلك بذكر وفاته.
- ولم أدخر جهدا في هذا البحث إلا بذلته في تحريره، وتنقيحه، وتقريره، ولا أدعي الكمال والتمام، والعصمة من الزلل والخطأ والنسيان، فقد قيل: " أبى الله أن يصح إلا كتابه ".
وروي عن الإمام الشافعي - يرحمه الله - قوله: " لقد ألفت هذه الكتب ولم آل جهدا فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ، لأن الله تعالى يقول: ﴿ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ [النساء: ٨٢]، فما وجدتم في كتبي هذه ما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنها "، ولله در من قال:
كم من كتاب قد تصفحته ... وقلت في نفسي أصلحته
حتى إذا طالعته ثانيا ... وجدت تصحيفا فصححته
فمن وقف فيه على تقصير أو خلل، أو عثر فيه على تغيير أو زلل، فليعذر أخاه في ذلك متطولا، أو ليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا، فالتقصير من الأوصاف البشرية، وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية، فهو الذي وسع كل شيء علما، وأحصى مخلوقاته عينا واسما.
سطره لنفسه ... قائله وجامعه
فليعف عن زلاته ... ناقله وسامعه
هذا ما أردت بيانه في هذه المقدمة، والله أسأل أن يبارك لي في عملي كله، ظاهره وباطنه، وأن يتقبله مني، وأن يجعله وقاية لي من سخطه وعقابه في الدنيا
1 / 19