I'rab al-Qiraat al-Sab' wa Ilaluha
إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٣٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
محل انتشار
بيروت - لبنان
ژانرها
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَدْ يَجُوزُ، لِأَنَّ الْخَلِيلَ وَسِيبَوَيْهِ ذَكَرَا أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾. جَمْعُ أُخْرَى وَلَمْ يَصْرِفُ آخَرَ لِأَنَّهُ مَعْدُولٌ مِنَ الْأَلِفِ وَاللَّامِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حُسْنَى مَعْدُولًا، وَقَوْلُهُ: ﴿قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾. الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَيْ: لَا تُجَادِلُوهُمْ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَقَالَ آخَرُونَ: يَعْنِي جَمِيعَ النَّاسِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَالِاخْتِيَارُ «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» وَإِنْ كَانَ حَمْزَةُ قَدْ قَرَأَ «حُسْنَى» لِأَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ﵉، سَأَلَ رَجُلًا كَيْفَ تَقْرَأُ: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» أَوْ «حُسْنَى» فَقَالَ: ابْنُ سِيرِينَ أَقْرَأَنِي «حُسْنًا» فَقَالَ: أَمَّا نَحْنُ مَعْشَرَ أَهْلِ الْبَيْتِ فَنَقْرَأُ «حُسْنَى».
وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾. فَالْيَاءُ الَّتِي قَبْلَ النُّونِ عَلَامَةُ الْجَمِيعِ، وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ «وَلَا آمِّي الْبَيْتِ الْحَرَامِ» مِثْلَ: «حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» فَأَسْقَطَ النون للإضافة، والياء سقطت لسكونها، وَلَوْلَا خِلَافُ الْمُصْحَفِ لَكَانَتْ قِرَاءَةً جَيِّدَةً.
- وَأَمَّا قوله: ﴿من نبإ المرسلين﴾ و﴿من تلقاء نفسي﴾. فكتبتا في المصحف من نباي وتلقاي بِالْيَاءِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ عِلَّتَهُ فِي الْأَعْرَافِ.
- وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى﴾. فَالْوَقْفُ عَلَيْهَا بِالْأَلِفِ، وَلَا تَكُونُ عِوَضًا فِي التَّنْوِينِ، وَهِيَ لَامُ الْفِعْلِ أَصْلِيَّةٌ، وَالْأَصْلُ: عَمَيٌّ، فَانْقَلَبَتِ الْيَاءُ أَلِفًا لِتَحُرُّكِهَا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا.
وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمٍ» فَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ هِيَ بِالْأَلِفِ، وَأمَّا قَوْلُهُ:
«يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ» هَذِهِ الْأَلِفُ مُبْدَلَةٌ مِنْ يَاءٍ، وَالْأَصْلُ يَا وَيْلَتِي، كَمَا قَالُوا: «يَا رَبِّي» وَ«يَا رَبَّا» وَ«يَا عَجَبِي» وَ«يَا عَجَبَا» وَ«يَا حَسْرَتِي» وَ«يَا حَسْرَتَا»، فَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ﴾. فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُ أَرَادَ: «يَا أَبتِي» ثُمَّ قَلَبَ فَقَالَ: «يَا أَبَتَا، ثُمَّ حَذَفَ الْأَلِفَ».
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: «يَا أَبَتَاهُ».
وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ: قَالَ قُطْرُبٌ: أَرَادَ يَا أَبَتًا بِالتَّنْوِينِ فَحَذَفَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
يَا دَارَ أَقْوَتْ بَعْدَ سَاكِنِيهَا
أَرَادَ: دَارًا، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ الْبَصْريِّينَ: أَخْطَأَ قُطْرُبٌ: لِأَنَّ الْمُنَادَى الْمَذْكُورَ مَنْصُوبٌ مُعْرَبٌ مُنَوَّنٌ، وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ التَّنْوِينِ، فَالرِّوَايَةُ:
1 / 55