164

The Path of Those Who Follow Guidance

اقتضاء الصراط المستقيم

ویرایشگر

ناصر عبد الكريم العقل

ناشر

دار عالم الكتب

شماره نسخه

السابعة

سال انتشار

۱۴۱۹ ه.ق

محل انتشار

بيروت

فهذا كله يبين أن هذه الكلمة نُهي المسلمون عن قولها؛ لأن اليهود كانوا يقولونها - وإن كانت من اليهود قبيحة ومن المسلمين لم تكن قبيحة - لما كان (١) في مشابهتهم فيها من مشابهة الكفار، وتطريقهم (٢) إلى بلوغ غرضهم.
وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٩] (٣) .
ومعلوم أن الكفار فرقوا دينهم، وكانوا شيعا (٤) كما قال سبحانه: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: ١٠٥] (٥) .
وقال: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: ٤] (٦) .
وقال: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: ١٤] (٧) .

(١) في المطبوعة: لما كانت مشابهتهم.
(٢) في المطبوعة: وطريقهم.
التطريق: مأخوذ من الطريق، والمعنى: إفساح الطريق لهم ليبلغوا مرادهم من هذه الكلمة القبيحة. انظر: مختار الصحاح، مادة (طرق)، (ص ٣٩١) .
(٣) سورة الأنعام: الآية ١٥٩.
(٤) في (ب) وقع خلط من الناسخ هنا حيث أعاد الآية وما بعدها مرة أخرى.
(٥) سورة آل عمران: الآية ١٠٥.
(٦) في (ب): البينات، وهو خطأ.
سورة البينة: الآية ٤.
(٧) سورة المائدة: الآية ١٤.

1 / 175