الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

ابن بطلیوسی d. 521 AH
93

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

الاقتضاب في شرح أدب الكتاب

پژوهشگر

الأستاذ مصطفى السقا - الدكتور حامد عبد المجيد

ناشر

مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة

ژانرها

هذه الألفاظ كلها: يراد بها المتنطعون في الكلام، المكثرون. فاشتقاق الثرثارين من قولهم: عين ثرثارة: إذا كانت كثيرة الماء، وضرع ثرثار: إذا كان غزير اللبن. قال الراجز يصف ناقة: لشخبها في الصحن للاعشار ... بريزة كصخب الممارى واشتقاق المتفيهقين من قولهم: فهق الغدير يفهق: إذا امتلأ ماء، فلم يكن فيه موضع مزيد. قال الأعشي: نفى الذم عن رهط المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق واشتقاق المتشدقين، من الشدقين، يراد به الذين يفحتون أشداقهم بالقول. يقال: رجل أشدق: إذا كان واسع الشدقين، جهير المنطق، متنطعًا في الكلام. وبه سمى عمرو بن سعيد، الأشدق. وفيه يقول القائل: تشادق حتى مال بالقول شدقه ... وكل خطيب لا أبالك أشدق وقد جاء في بعض الحديث، قيل يا رسول الله، وما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون. هذا غير خارج عما قاله أهل اللغة، لأن المتكبر المعجب بنفسه، يدعوه إعجابه بنفسه وتكبره، إلى التنطع في كلامه. وقوله: (ونستحب له إن استطاع أن يعدل بكلامه عن الجهة التي تلزمه مستثقل الإعراب): يقول: لا ينبغي للمتأدب أن يستعمل في كلامه مع عوام

1 / 118