اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

ابن تیمیه d. 728 AH
91

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

پژوهشگر

ناصر عبد الكريم العقل

ناشر

دار عالم الكتب،بيروت

شماره نسخه

السابعة

سال انتشار

١٤١٩هـ - ١٩٩٩م

محل انتشار

لبنان

﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ (١) نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء: ١١٥] (٢) إلى غير ذلك من الآيات. وما هم (٣) عليه من الهدي والعمل، هو من سبيل غير المؤمنين، بل ومن سبيل المفسدين، والذين لا يعلمون، وما يقدر عدم اندراجه في العموم، فالنهي ثابت عن جنسه، فيكون مفارقة الجنس بالكلية أقرب إلى ترك المنهي (٤) ومقاربته مظنة وقوع المنهي عنه، قال سبحانه: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا (٥) فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ [المائدة: ٤٨] إلى قوله (٦) ﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾ [المائدة: ٤٩] (٧) ومتابعتهم في هديهم: هي (٨) من اتباع ما يهوَوْنه، أو مظنة لاتباع ما يهوونه، وتركها معونة على ترك ذلك، وحسم لمادة متابعتهم فيما يهوونه. واعلم: أن في كتاب الله من النهي عن مشابهة الأمم الكافرة وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك ما فعلوه كثيرًا، مثل قوله لما ذكر ما فعله بأهل الكتاب

(١) في (أد ط): وقف هنا (الْمُؤْمِنِينَ)، ولم يكمل الآية، ولعله تصرف من النساخ. (٢) سورة النساء: الآية ١١٥. (٣) يعني أهل الكتاب والمشركين، وسائر الكافرين. (٤) في المطبوعة: المنهي عنه. (٥) في (أط): وقف هنا: (فِي مَا آتَاكُمْ)، ثم قال: (وَلَا تَتَّبِعْ. .) الآية. (٦) في المطبوعة: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)، وبهذا يكون سرد الآيات متصلة. (٧) سورة المائدة: الآيتان ٤٨، ٤٩. (٨) في (د): هو.

1 / 102