اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

ابن تیمیه d. 728 AH
90

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

پژوهشگر

ناصر عبد الكريم العقل

ناشر

دار عالم الكتب،بيروت

شماره نسخه

السابعة

سال انتشار

١٤١٩هـ - ١٩٩٩م

محل انتشار

لبنان

الكافرين في قبلتهم، ليكون ذلك أقطع لما يطمعون فيه من الباطل، ومعلوم أن هذا المعنى ثابت في كل مخالفة وموافقة، فإن الكافر إذا اتُّبع في شيء من أمره كان له في الحجة مثل ما كان أو قريب مما كان لليهود من الحجة في القبلة. وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: ١٠٥] (١) وهم: اليهود والنصارى، الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة، ولهذا نهى النبي ﷺ عن متابعتهم (٢) في نفس التفرق والاختلاف، مع أنه ﷺ قد أخبر (٣) أن أمته: ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة (٤) مع أن قوله: لا تكن مثل فلان، قد يعم مماثلته بطريق اللفظ أو المعنى، وإن لم يعم دل على أن جنس مخالفتهم وترك مشابهتهم أمر مشروع، ودل على أنه (٥) كلما بعد الرجل عن مشابهتهم فيما لم يشرع لنا كان أبعد عن الوقوع في نفس المشابهة المنهي عنها، وهذه مصلحة جليلة. وقال سبحانه لموسى وهارون: ﴿فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: ٨٩] (٦) وقال سبحانه (٧) ﴿وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: ١٤٢] (٨) وقال تعالى:

(١) سورة آل عمران: من الآية ١٠٥. (٢) في (أب ط د) قال: ولهذا نهى عن مشابهتهم. . إلخ. (٣) في (أب ط) قال: مع أنه قد أخبر. . إلخ. (٤) سيأتي تخريج الحديث الوارد في ذلك. انظر فهرس الأحاديث. (٥) في (ب د): أن. (٦) سورة يونس: ٨٩. (٧) قوله: وقال سبحانه: سقطت من (أط)، وفيهما: (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ): (وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) . (٨) سورة الأعراف: الآية ١٤٢.

1 / 101