وإصلاح القلوب والأحوال به (١) ما فيه مضاهاة لبعض حال الضالين، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة: ١١٣] (٢) فأخبر أن كل واحدة من الأمتين تجحد كل ما الأخرى عليه.
وأنت تجد كثيرا من المتفقهة، إذا رأى المتصوفة والمتعبدة لا يراهم شيئا ولا يعدهم إلا جهالا ضلالا، ولا يعتقد في طريقهم (٣) من العلم والهدى شيئا، وترى كثيرا من المتصوفة، والمتفقرة (٤) لا يرى الشريعة والعلم شيئا، بل يرى أن المتمسك (٥) بها منقطعا عن الله وأنه ليس عند أهلها مما ينفع عند الله شيئا (٦) .
وإنما الصواب (٧) أن ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق، وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا: باطل.
وأما مشابهة فارس والروم، فقد دخل (٨) في هذه الأمة من الآثار الرومية، قولا وعملا، والآثار الفارسية، قولا وعملا، ما لا خفاء به (٩) على مؤمن عليم
_________
(١) به: ساقطة من (ب ج د) والمطبوعة.
(٢) سورة البقرة: من الآية ١١٣.
(٣) في (ب) طريقتهم.
(٤) المتفقرة: هو طائفة من دراويش الصوفية الذين يظهرون الفقر ويتكلفونه، ويتعبدون على جهل، وينشدون العزلة أو السياحة الهائمة دون قصد، وينتقصون العلم الشرعي ويرونه علما بالظاهر لا ينفع صاحبه، وأكثرهم من ضعاف العقول، ولبعض العامة الجاهلين فيهم اعتقادات، ويسمونهم: المجاذيب أو الدراويش، وأهل الله، ويزعمون أن الله وضع سره فيهم. . إلخ من الاعتقادات الباطلة نسأل الله السلامة والعافية.
انظر: تفاصيل هذه الأمور في مجموع الفتاوى للمؤلف المجلد (١١) .
(٥) في (د): المستمسك.
(٦) في (أب ط): مما ينفع عند الله شيئا. وفي (ج د): مما ينفع عند الله شيء.
(٧) في (د) والمطبوعة: والصواب.
(٨) في المطبوعة: فقد دخل منه في هذه الأمة. أي بزيادة: منه.
(٩) في المطبوعة: فيه.
1 / 91