السياق يدل على أن البخل بالعلم هو المقصود الأكبر، وكذلك (١) وصفهم بكتمان العلم في غير آية، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: ١٨٧] (٢) الآية، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ (٣) أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ - إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا﴾ [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠] (٤) الآية، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ﴾ [البقرة: ١٧٤] (٥) الآية، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٧٦] (٦) .
فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم: تارة بخلا به (٧) وتارة اعتياضا عن إظهاره بالدنيا، وتارة خوفا في (٨) أن يُحتج عليهم بما أظهروه منه.
_________
(١) في (د) والمطبوعة: فلذلك.
(٢) سورة آل عمران: من الآية ١٨٧.
(٣) في (ب د): بعد قوله: في الكتاب شرع في الآية التي تلت وهي قوله: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا دون فاصل. وهو خلط من الناسخ.
(٤) سورة البقرة: الآيتان ١٥٩، ١٦٠.
(٥) سورة البقرة: من الآية ١٧٤. وفي (ج): أكمل الآية.
(٦) سورة البقرة الآية ٧٦، لكنه في المطبوعة ذكر الآية ١٤ من البقرة وهي قوله: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ.
(٧) به: سقطت من (د) .
(٨) (ب د): خوف.
1 / 84