وجماع ذلك: أن كفر اليهود أصله من جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملا أو لا قولا ولا عملا (١) وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم، فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله ما لا يعلمون.
ولهذا كان (٢) السلف (٣) سفيان بن عيينة (٤) وغيره، يقولون: إن (٥) من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود! ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى. وليس هذا موضع شرح ذلك.
ومع أن (٦) الله قد حذرنا سبيلهم، فقضاؤه نافذ بما أخبر به رسوله، مما سبق في علمه، حيث قال فيما خرجاه في الصحيحين: عن أبي سعيد الخدري (٧) ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لتتبعن سنن من كان (٨)
_________
(١) في (أ): أو قولا ولا عملا. وفي المطبوعة و(ج): ولا يتبعونه قولا، أو عملا، أو لا قولا ولا عملا.
(٢) في (ب): ولقد كان سفيان بن عيينة وغيره من السلف.
(٣) في المطبوعة: كسفيان.
(٤) هو الإمام سفيان بن عيينة بن أبي عمران، مولى بني هلال، كنيته أبو محمد، ولد سنة (١٠٧ هـ) بالكوفة، وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة، وكان محدث الحجاز في زمانه في مكة، حتى قال فيه الشافعي: "لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز". سكن مكة وتوفي بها عام (١٩٨هـ) وعمره (٩١) سنة.
انظر: الطبقات الكبرى لان سعد (٥ / ٤٩٧)
وانظر: الأعلام للزركلي (٣ / ١٠٥) .
(٥) في (ب ج) والمطبوعة: يقولون من فسد. أي بسقوط: إن.
(٦) في (ط): ومع ذلك أن الله.
(٧) أبو سعيد الخدري تأتي ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(٨) كان: سقطت من (ب) .
1 / 79