ج: استخدام وسائل وأساليب الدعوة وفق ما يقتضيه الحال، فمن العاملات من لا ينفع معها إلا الرف واللين وهذا هو الغالب، ومنهن من لا ينفع معها إلا الشدة، وأخريات ينفع معهن اللين في وقت معين، وفي وقت آخر الشدة، ومنهن من تستجيب للدعوة المباشرة، وأخريات لا يستجبن إلا للدعوة غير المباشرة وهكذا (١). ٢: التدريج في الدعوة أي الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى لحين الوصول إلى الغاية المطلوبة بطرق مشروعة مخصوصة (٢)، ومن الحكمة في التدريج البدء بالأهم فالمهم، وأهم أمر هو الدعوة إلى إخلاص العبادة لله وحده والبعد عن الشرك ووسائله، فالدعية الحكيم يبدأ بما بدأ به الرسل عليهم الصلاة والسلام (٣)، ولا يصح أن يبدأ بدعوة المشرك إلى نوع من الشريعة قبل التوحيد؛ لأن المدعو لو فعل جميع العبادات وتحلى بجميع الأخلاق الفاضلة مع بقاء الشرك، فإن تلك الأعمال لا تنفعه بينما لو حقق التوحيد ووقع منه بعض الكبائر فإنه لا يخرج من الإيمان وترجى له المغفرة وهو واقع تحت المشيئة، وقال تعالى: ﴿إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾ (٤) (٥)، وهذا هو أسلوب

(١) انظر الطب النفسي والدعوة إلى الله، د، عبد الله الخاطر، ط ٢، المنتدى الإسلامي، ١٤١٨ هـ، ٤٤ - ٤٥، ٤٨ - ٥٧، المرأة المسلمة، أحمد أبابطين ٥٢٥؛ من صفات الداعية مراعاة أحوال المخاطبين، فضل إلهي، ٨٥ - ٨٦. (٢) انظر التدرج بين التشريع والدعوة، د يوسف أبو هلالة، ط ١، دار العاصمة، الرياض، بدون سنة طبع، ٧. (٣) انظر العقيدة أولًا معشر الدعاة، د، حمدان المهدي الهاجري، ط ١، بدون دار نشر، المدينة المنورة، ١٤١٤ هـ، ٣٠ - ٣٦. (٤) سورة النساء من الآية ٤٨. (٥) انظر التدرج في دعوة النبي ﷺ، د، إبراهيم المطلق، الكتاب الإسلامي، وزارة الشئون الإسلامية، والأوقاف والدعوة والإرشاد، ١٤١٧ هـ، ١٤٦، وقام الباحث بإجراء مقابلة مع كل من الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد العثيمين-رحمهما الله-، والشيخ صالح الفوزان، حول موضوع التدرج في الدعوة، والكلام المذكور في المتن مستفاد ن قول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.