مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية
ناشر
مكتبة السوادي للتوزيع
شماره نسخه
الثانية ١٤١٧هـ
سال انتشار
١٩٩٦م
ژانرها
الرسالة الخاتمة:
وقضت حكمة الله تعالى وإرادته أن تختم رسالات السماء برسالة نبينا محمد ﷺ، فلا رسالة بعد رسالته ولا نبي بعده:
﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠] .
وفي الصحيح قال ﷺ: "فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون" ١.
وقال: "مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا، فأحسنه وأجمله إلا موضع لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" ٢.
وهذا يقتضي أن تكون دعوته ﵊ للناس جميعا، لا تخاطب أقواما بأعيانهم ولا جنسا بذاته، وإنما يتوجه فيها الخطاب للناس جميعا بصفتهم الإنسانية العامة، فقال ﷾ على لسان نبيه ﷺ فيما أمره بالبلاغ:
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٨] .
١ أخرجه مسلم: ١/ ٣٧١. ٢ أخرجه البخاري: ٦/ ٥٥٨، ومسلم: ١/ ٣٧١، ٤/ ١٧٩٠.
1 / 22