Introduction to Explaining the Book of Monotheism

Saleh Al-Sheikh d. Unknown
13

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

ناشر

دار التوحيد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

ژانرها

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ [التمهيد لشرح كتاب التوحيد] أن هذه الآية دالة على التوحيد، من جهة أن الغاية من الخلق هي التوحيد، والعبادة هنا هي التوحيد. وحقيقة العبادة: الخضوع والذل، فإذا انضاف إليها المحبة والانقياد صارت عبادة شرعية، قال طرفة في وصف ناقة: تباري عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور مُعَبَّد والمور: الطريق، والمعبد: هو الذي ذلل من كثرة وطء الأقدام عليه. وقال أيضا في معلقته: إلى أن تحامتني العشيرة كلها ... وأفردت إفراد البعير المُعَبَّد يعني: الذي صار ذليلا؛ لأنه أصيب بالمرض، فجعل بعيدا عن باقي الأبعرة، فصار ذليلا، لعدم المخالطة. والعبادة شرعا: هي امتثال الأمر والنهي على جهة المحبة والرجاء والخوف. وقال بعض العلماء: إن العبادة هي ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اطراد عرفي. وهذا تعريف الأصوليين. وقال شيخ الإسلام- في بيان معناها في أول رسالة " العبودية"-: العبادة: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الظاهرة والباطنة. فتكون دلالة هذه الآية - إذًا-: أن كل فرد من أفراد العبادة يجب أن يكون لله وحده دون ما سواه؛ لأن الذي خلقهم إنما خلقهم لأجل أن يعبدوه، فكونهم يعبدون غيره -وهو الذي خلقهم- يعد من الاعتداء والظلم العظيم؛ لأنه ليس من يخلق كمن لا يخلق؛ كما قال - جل وعلا-: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ [النحل: ١٧] [النحل: ١٧] .

1 / 13