85

انتصارات

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

پژوهشگر

سالم بن محمد القرني

ناشر

مكتبة العبيكان

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ

محل انتشار

الرياض

أحدها: النص على ثبوت صحبته، حتى قال بعض العلماء من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر، لتكذيبه النص المتواتر القاطع بإثباتها، بخلاف من أنكر صحبة غيره، لعدم ذلك. وفيه نظر، لأن غيره كعمر وعثمان «١» وعلي وباقي العشرة ثبتت صحبتهم بالتواتر، وهو قاطع أيضا، فإنكار مدلوله كفر. الوجه الثاني: قوله لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فكان له في هذه المعية اختصاص لم يشاركه فيه صحابي. وقد يقال بأن هذا التشرف حصل لجميع الصحابة بقوله- ﷿: وأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ واللَّهُ مَعَكُمْ «٢». غير أن لقائل أن يقول: معية أبي بكر- رضوان الله عليه- أخص من هذه، فيمتاز بها. الوجه الثالث: «ثاني اثنين» قالوا: فيه إشارة إلى شيئين أحدهما أنه ثانيه من بعده في الإمرة، والثاني أن اسمه لم يفارق اسمه إذ كان يقال له خليفة رسول الله حتى توفي، فقيل لمن بعده وهو عمر- ﵁ أمير المؤمنين، وانقطعت خصيصة ثاني اثنين. الوجه الرابع: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ قال بعضهم: الضمير في عليه لأبي بكر، لأن النبي ﷺ لم تفارقه السكينة حتى يحتاج إلى نزولها عليه، وإنما أنزلت

(١) عثمان بن عفان بن أبي العاصي ... الخليفة الثالث، أسلم قبل دخول الرسول- ﷺ دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، خلفه الرسول- ﷺ يوم بدر على زوجته بنت الرسول رقية يمرضها، وضرب له بسهمه وأجره، وزوجه أم كلثوم بعدها فسمي ذو النورين، وبايع عنه الرسول في بيعة الرضوان وأخبر أن الملائكة تستحي من عثمان، وأخبر بأنه ستصيبه بلوى وتحقق ذلك، قتل- ﵁ في ذي الحجة سنة ٣٥ هـ بعد خلافة دامت ١٢ سنة تقريبا (انظر صفة الصفوة ١/ ٢٩٤ - ٣٠٧ والإصابة ٢/ ٤٦٢، ت ٥٤٤٨). (٢) سورة محمد، آية: ٣٥.

1 / 94