378

انتصارات

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

ویرایشگر

سالم بن محمد القرني

ناشر

مكتبة العبيكان

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ

محل انتشار

الرياض

فقوله في سورة الروم وفاطر: خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ... يعني أصلكم وأباكم آدم، وقوله في الفرقان: .. خَلَقَ مِنَ الْماءِ .. يعني المني من الذكر والأنثى ... بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وصِهْرًا ... (٥٤) «١» وهو لا ينافي الخلق من تراب، لأن المخلوق من الماء غير المخلوق من التراب- على ما بيناه- ويدل عليه ما في سياق آية فاطر حيث يقول: واللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ .. «٢».
أي خلق أباكم آدم من تراب ثم خلقكم منه ومن غيره من ذريته من نطفة «٣».
وكذلك قوله تعالى: ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ .. يعني آدم .. مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) «٤» أو يكون المراد بالإنسان ذريته خلقوا من سلالة وهي المني المستلّ من الأصلاب لكن أصل تلك السلالة من طين باعتبار آدم ثُمَّ جَعَلْناهُ يعني الإنسان غير آدم" نطفة" وهو المني ... فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) وهو الرحم ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا .. (١٤) «٥» الآية.

(١) سورة الفرقان، آية: ٥٤.
(٢) سورة فاطر، آية: ١١.
(٣) انظر تفسير الطبري ٢٢/ ١٢٢، وتفسير القرطبي ١٤/ ٣٣٢. وغيرهما من كتب التفسير.
(٤) سورة المؤمنون، آية: ١٢.
(٥) ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ [سورة المؤمنون، آية ١٣ - ١٤]، انظر فيما ذكر المؤلف من تفسير الآيات: تفسير الطبري ١٨/ ٧ - ٩، وتفسير القرطبي ١٢/ ١٠٩، وتفسير الشوكاني ٣/ ٤٧٦ - ٤٧٧. وغيرها من كتب التفسير.

1 / 392