انتصار
الانتصار لسيبويه على المبرد
پژوهشگر
د. زهير عبد المحسن سلطان
ناشر
مؤسسة الرسالة
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
ژانرها
تقول: زيد لا يقوم وما أشبه هذا، وكذلك هذا لا منطلق على حد قولك: هذا لا ينطلق، ولكن القول فيه عندي، لما كان دعاء لم تكن فيه قاصدا لنفي شيء عن المذكور، لأن معنى قولك: سقاك الله إنما هو اسأل الله أن يسقيك، فإذا قلت: لا سقيا، فإنما هو منتصب بقولك: سقاك الله، ثم أدخلت (لا) فصار "معناه" لا سقاك الله سقيا، فالناصب لقولك: سقيا إنما هو سقاك في النفي والإيجاب، وكذلك قولك: ولا كرامة ولا مسرة، إنما كان قولك في الإيجاب: أفعل ذلك وكرامة، إنما "كان" معناه وأكرمك كرامة، فدخلت (لا) على [ما] "قد" عمل فيه غيرها.
وقولك: لا سلام عليك، سلام: ابتداء، وعليك خبره، وجاز الابتداء بالنكرة لأن معناه سلام الله عليك، ولم تضع سلام/ ٨٥/ موضع قولك: رجل في دارك، لأنك لست تريد أن تخبر عن السلام بشيء، إنما دعوت له فدخلت (لا) على شيء عمل فيه الابتداء، ولم يلزمك في هذا الموضع تثنية لا، لأنه ليس جوابا لقولك: أذا عندك أم ذا؟ ولو أردت المعنى الذي تدخل عليه (لا) نافية لتخبر بها ولا تدعو لقلت: لا كرامة لزيد عند أحد، ولا سقي لزيد في ماله، فهذا سوى ذلك المعنى.
وأما قول الله جل وعز: ﴿سلام على إبراهيم﴾ و﴿رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت﴾ فلا يقال: الله تعالى دعا، ولكن معنى الكلام- والله أعلم- هؤلاء ممن وجب أن يقال لهم: سلام عليكم، ورحمكم الله، لأن هذا إنما يقال بالاستحقاق لأولياء الله، كما أن قوله ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ لا يقال فيه: دعاء عليهم، ولكن معناه هم ممن استوجب أن يقال لهم ذلك، لأن هذا إنما يقال لصاحب الشر والهلكة.
قال أحمد: قوله: إنه قد كان يلزمه أن يقول: زيد لا قائم كما يقول: زيد لا يقوم، وزيد لا منطلق كما يقول: زيد لا ينطلق، فليس منطلق بدلا من ينطلق، ولا قائم بدلا من يقوم
1 / 156