ومن ناحية أخرى: فإن مثل هذه النسخة التي مر عليها أكثر من خمسة قرون وتداولها وتناقلها وتناسخها لا شك، أكثر من واحد من الفقهاء وأساتذة الفقه. فكيف يمكن أن يجدوا مثل هذه الأخطاء، ثم لا يصلحوها أو يشيروا إليها في الهوامش؟
ثانيهما: ثم إن مثل هذه المآخذ أو الأخطاء التي ورد التمثيل عليها والحديث عنها، هي في معظمها بحسب أمثلتها مما يمكن تأويله بدلا من اعتباره خطأ، فلماذا لا تعاد إلى التأويل مهما أمكن، وهو وارد وممكن في أكثرها؟
وهنا.. أفضل تأجيل الرد على هذين الاعتراضين حتى نكمل بقية الملامح المأخوذة على نسخ هذه المخطوطة؛ لأن فيها ما يمكن أن يتضمنه الاعتراضان ويشمله الرد.
ثالثها: في شكل ونسق الكلمات، وهو أصناف ثلاثة: لحن وسقط وتكرار، وهو أيضا قليل ونادر جدا، ولا يكاد يبين.
مثال الأول: (..والمماسة، ولم تعتبر (تواري). وفي هذا دلالة ص211. و(.. فإن لم يبول اغتسل..) ص216، و(..الدم إذا كان أسود ثخين أو كان أحمر رقيق) ص276. (.. وكان أسودا وأحمرا..) ص277.
وفي الصنفين الأخيرين،سقوط حرف من كلمة أو كلمة من جملة، وتكرير حرف أو كلمة أو جملة، ولا يحتاج إلى التمثيل؛ كونه ناتجا عن السهو المجرد، وهو أمر يرد في كل مخطوطة ومطبوعة. وخصوصا ما كان منه نادرا ويسيرا جدا، كما هو الحال في هذه النسخة.
رابعها: في طريقة النسخ، ونقصد بهذا النوع بعض ما هو شبه مصطلح عليه في الإملاء بين النساخ القدماء، وهذا ليس خطأ لا في الاصطلاح على قاعدته لديهم ولا في هذه النسخة. وإنما أوردناه هنا بوصفه ملمحا بارزا في هذه النسخة كغيرها تقريبا. ويأتي في مثل حذف حرف الألف الثابتة، وإثبات المحذوفة في قواعد الإملاء المتبعة. وتنحصر هذه القاعدة في كلمات قد لا تتجاوز العشر، بصرف النظر عن تكررها في هذه الكلمات كلما وردت إحداها.
ومن الكلمات التي يحذف منها الألف: (قال تعلى) تعالى، (والقسم) و(عثمن) و(سفين) وهي ونظائرها تطرد مع قاعدة (بسم) و(الرحمن) في البسملة و(اسمعيل وإسحق والملئكة) في قاعدة نسخ المصحف.
صفحه ۴۸