مقالات المنافقين الزنادقة؛ إذ المسلمون متَّفقون على أن هذه الأمة خيرُ الأمم وأكملُهم، وأن أكمل هذه الأمة وأفضلَها سابقوها.
وإذا سُلِّمَ ذلك فأعلمُ الناس بالسَّابقين وأتبعُهم لهم هم أهلُ الحديث وأهلُ السُّنة.
ولهذا قال الإمامُ أحمد في رسالة عَبْدُوس بن مالك (^١): «أصول السُّنة عندنا التمسُّكُ بما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ، والاقتداءُ بهم، وتركُ البدع، وكلُّ بدعةٍ فهي ضلالة، والسُّنة عندنا آثارُ رسول الله ﷺ، والسُّنةُ تفسِّر القرآن، وهي دلائلُ القرآن»، أي دلالاتٌ على معناه.
ولهذا ذكر العلماءُ أن الرَّفض أساسُ الزندقة (^٢)،
وأن أول من ابتدعَ الرَّفض إنما كان منافقًا زنديقًا (^٣)، وهو ابن سبأ، فإنه إذا قُدِحَ في السابقين الأولين فقد قُدِحَ في نقل الرسالة، أو في فهمها، أو في اتِّباعها. فالرافضةُ تقدحُ تارةً في علمهم بها، وتارة في اتِّباعهم لها، وتحيلُ ذلك على أهل