Interpretation of Surah An-Nasr

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
11

Interpretation of Surah An-Nasr

تفسير سورة النصر

پژوهشگر

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

ناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

ژانرها

واعلم أنَّ التسبيح والتحميد فيه إثبات صفات الكمال ونفي النقائص والعيوب، والاستغفارُ يتضمنُ وقايةَ شر الذنوب. فذاك حق الله، وهذا حق عبده، ولهذا في خطبة الحاجة: "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره" (١). وكان رجل في زمن الحسن البصري معتزل النّاس، فسأله الحسن عن حاله، فَقَالَ: إني أُصبح بين نعمة وذنب فأحدثُ للنعمة حمدًا، وللذنب استغفارًا، فأنا مشغولٌ بذلك. فَقَالَ الحسن: الزم ما أنت عليه، فأنت عندي أفقه من الحسن. والاستغفار: هو خاتمة الأعمال الصالحة، فلهذا أمر النبي ﷺ أن يجعله خاتمة عُمرِهِ. كما يُشرع لمصلي المكتوبة أن يستغفر عقبها ثلاثًا (٢)، وكما يُشرع للمتهجد من الليل أن يستغفر بالأسحار، قال تعالى: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ (٣) وقال: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (٤) وكما يشرع الاستغفار عقيب الحج قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٥). وكما يشرع ختمُ المجالس بالتسبيح والتحميد والاستغفار وهو كفارة المجلس (٦)، وروي أنه يختم به الوضوء أيضًا (٧).

(١) أخرجه مسلم (٨٦٨). (٢) أخرجه مسلم (٥٩١). (٣) الذاريات: ١٨. (٤) آل عمران: ١٧. (٥) البقرة: ١٩٩. (٦) أخرجه أبو داود (٤٨٥٨)، والترمذي (٣٤٣٣)، والنسائي فى "الكبرى" (١٠٢٣٠)، وأحمد (٢/ ٣٦٩، ٤٩٤). (٧) أخرجه النسائي في "الكبرى" (٩٩٠٩).

2 / 522