48

Interpretation of Juz Amma by Sheikh Musaid Al-Tayyar

تفسير جزء عم للشيخ مساعد الطيار

ناشر

دار ابن الجوزي

شماره نسخه

الثامنة

سال انتشار

١٤٣٠ هـ

ژانرها

سورةُ عَبَسَ نَزَلَتْ سورةُ عَبَسَ بِشأنِ عبد الله بن أمِّ مكتوم، قالت عائشة: أتى إلى رسولِ الله ﷺ، فجعلَ يقول: أَرْشِدْني، وعندَه من عُظماء المشركين. قالت: فجعلَ النبيُّ ﷺ يُعْرِضُ عنه، ويُقْبِلُ على الآخر، ويقول: أترى بما أقولُه بأسًا؟ فيقول: لا، ففي هذا أُنزلت: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾. ١ - ٢ - قولُه تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى *أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى﴾؛ أي: قَطَّبَ وجهَه وكَلَحَ؛ لأجل أن جاءه الأعمى يسترشِدُ عن الدِّين، وأعرضَ وانشغلَ عنه بالغني الكافر رجاءَ أن يُسلم (١). ٣ - قولُه تعالى: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾؛ أي: وما يُعْلِمُكَ، لعلَّ هذا الأعمى الذي عَبسْتَ في وجهه يتطهَّر من ذنوبه بموعظتِك، فيُسْلِم؟ (٢). ٤ - قولُه تعالى: ﴿أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى﴾؛ أي: فإن لم يقع منه تزكٍّ، حصلَ الاتِّعاظ بالموعظة، فتنفعَه ولو بعد حين؟ (٣).

(١) جاء الخطابُ على صيغة الغيبة تلطّفًا في عِتاب النبي ﷺ. وجاء ذكر عبد الله بن أمِّ مكتومٍ بوصفه إشعارًا بعُذره في عدم معرفته بانشغال الرسول ﷺ، وترقيقًا لقلب النبي ﷺ لأجل علَّته، وهي العَمَى، حيث يحتاج من الرعاية ما لا يحتاجها غيره، والله أعلم. (٢) عبَّر ابن زيد عن معنى «يزَّكى» فقال: يُسلم، وهذا فيه إشارة إلى أن ابن أم مكتوم لم يسلم بعد، وقد سبق بيان كليَّة تفسيريَّة لهذا اللفظِ عند ابن زيد، وهي أن التزكِّي في القرآن بمعنى الإسلام. (٣) في ذكر التزكي وبعده التذكر، وهو حصول أثر التذكير احتمالان: الأول: أن يكون الأمر من قَبيل التَّخْلِية والتَّحْلِية، فالتزكي: تطهير، وهذا جانب التخلية، وحصول التذكر في القلب تحلية. =

1 / 51