ملخص
إننا قد أنهينا هذا العرض، ولم نقل فيه إلا جزءًا بسيطًا مما تتضمنه تجربة شخص، وحري بنا أن نقول إن تجربة الشخص مهما تكن، ليست إلا جزءًا ضئيلًا من واقع الصراع الفكري.
ومهما يكن من أمر، فإن القول محدود بطبيعته في موضوع كهذا، لأن هناك موضوعات محرمة، قد أحاطها العرف بسياج من الاعتبارات التي لا تترك مجالًا كبيرًا إلى القول، لأن الناس الذين أشرنا إليهم في هذه الصفحات، والذين تعرفنا عليهم ودرسنا مواقفهم العامة في بلاد مستعمرة، خلال ما يزيد على ربع قرن، لا زالوا على قيد الحياة، ولولا ضرورات الصراع الفكري ذاته لما أشرنا إلى أحد، ولا ذكرنا تفصيلًا من التفاصيل التي تتضمنها تجربة شخص معين.
ولكن الضرورات تبيح المحظورات ...
والأفكار ليست منفصلة عن عالم الأشخاص، على طريقة (مثل أفلاطون)، بل إن ملحمتها تجري كلها على الأرض، حتى لا يمكننا- مهما تحرينا من التجريد- أن نفصل مغامرة (فكرة) عن مغامرة صاحبها فصلًا تامًا، ولو لخصنا هذه الاعتبارات في جملة لقلنا: إن الاستعمار يسعى أولًا أن يجعل من الفرد خائنًا ضد المجتمع الذي يعيش فيه، فإن لم يستطع فإنه يحاول أن يحقق خيانة المجتمع لهذا الفرد على يد بعض الأشرار.
ومهما يكن من أمر، فإن هناك حقائق لا يملك النطق بها إلا من واراه التراب، وتحصنت أقواله بالموت، كما أن هناك أقوالًا لا تقال في كل الظروف، وفي