انقلاب عثمانی

جرجی زیدان d. 1331 AH
118

انقلاب عثمانی

الانقلاب العثماني

ژانرها

وبينما هما في ذلك إذ سمعا وقع خطوات عند الباب، فانتبه الدكتور إلى أنه أفرط في الكلام، وخاف أن تكون القادين قد سمعت ما دار بينهما وهناك البلية الكبرى والخطر العظيم. ولم تنتبه شيرين لهذا الخطر فظلت ساكتة.

أما الدكتور فأعمل فكرته لحظة، وكان سريع الخاطر حازما فطنا ولولا ذلك لم يقبل أن يكون جاسوسا للجمعية في يلدز مدفن الأحرار، ووقف لاستقبال الداخل فإذا هي القادين ج دخلت باشة هاشة فانحنى لها باحترام، فقالت له: «هل عالجت حبيبتنا شيرين العلاج الشافي؟»

فأجابت شيرين عنه قائلة: «إن العلاج لا يفيد يا سيدتي لأنهم قتلوه.» وغصت بريقها.

واستغرب الدكتور تصريحها بذلك للقادين، إذ لم يكن يعلم أنه دعي لهذه الغاية بعلم القادين، فقالت القادين: «ماذا تقولين؟! هل قتلوا رامزا؟! من قتله؟!»

فقالت شيرين: «ألم تأذني لي في أن أسأل الدكتور عنه لعله يطلعني على خبره، لقد قال إنه علم بوجوده في قصر مالطة إلى منتصف الليل من يومين، وأنه دعي إلى القصر ولم يرجع، فهل عندك شك في أنهم قتلوه؟»

فأطرقت القادين وبانت الدهشة في عينيها وقالت: «ليس من الضروري أن يصدق ظنك، ولكن ربما كنت مصيبة فمن الجائز أنهم قد يفعلون ذلك.»

وكان الدكتور يعمل فكره في تلافي ما قد يكون من اطلاع القادين على حديثهما، فلما رآها سلمت أن عبد الحميد يقتل على الشبهة سرا وجهرا، فكر في سبيل للنجاة من هذا الباب فقال: «هل تعتقدين يا سيدتي أن رامزا قتل؟»

قالت: «لا أعتقد ذلك اعتقادا ثابتا، ولكنهم قد يفعلون هذا في سبيل صيانة الدولة.»

قال: «أراك تجوزين القتل في هذا السبيل.»

قالت: «قد جوزه قبلي ماكيافلي الفيلسوف.»

صفحه نامشخص