223

استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة

استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة

ناشر

دار قناديل العلم للنشر والتوزيع

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

محل انتشار

دار ابن حزم

ژانرها

الرجعة فليس لهم حق رد أزواجهم، ووجه ذلك مفهوم المخالفة - مفهوم الشرط - حيث إنه شرط هنا إرادة الإصلاح فدل بمفهومه أنه إذا عدم هذا الشرط فلا حق له في الرجعة.
الموافقون:
وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال ابن عرفة: (قوله تعالى: ﴿إنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا﴾ مفهومه: إن لم يريدوا إصلاحًا فلا حق لهم سواء أرادوا الإفساد أو لم يريدوا شيئا) (^١)، وممن قال بذلك أيضًا: أبوحيان، والنسفي، والخازن (^٢)
المخالفون:
خالف بعض المفسرين هذا المفهوم وقالوا إن المراد بهذا الشرط التحريض على الرجعة ومنع الضرر لا الشرطية في إرادة الإصلاح فالمراد به الحث على الإصلاح لا التقييد، قال البيضاوي: (وليس المراد منه شرطية قصد الإِصلاح للرجعة بل التحريض عليه والمنع من قصد الضرار) (^٣)، وممن قال بذلك أيضًا: ابن الجوزي، والرازي، وجلال الدين المحلي، وأبو السعود، وحقي، والألوسي، والشوكاني، وصديق حسن خان، وابن عاشور (^٤).
النتيجة:
وما ذهب إليه السعدي ومن وافقه هو الصحيح؛ لأنه ظاهر مفهوم

(^١) انظر: تفسير ابن عرفة (١/ ٢٧٥).
(^٢) انظر: البحر المحيط (٢/ ١٩٩)، ومدارك التنزيل (١١٨)، ولباب التأويل (١/ ١٦٠).
(^٣) انظر: أنوار التنزيل (١/ ١٢٢).
(^٤) انظر: زاد المسير (١٣٧)، والتفسير الكبير (٦/ ٨١)، وتفسير الجلالين (٤٥)، وروح البيان (١/ ٣٥٤)، وإرشاد العقل السليم (١/ ٢٢٥)، وروح المعاني (٢/ ١٣٤)، وفتح القدير (١/ ٢٩٦)، وفتح البيان (٢/ ١٨)، والتحرير والتنوير (٢/ ٣٩٤).

1 / 229