156

استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة

استنباطات الشيخ عبد الرحمن السعدي من القرآن الكريم عرض ودراسة

ناشر

دار قناديل العلم للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

محل انتشار

دار ابن حزم

ژانرها

٢٠ - قال السعدي ﵀: (قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ﴾ خصهما بالذكر، لأنهما محل الآيات العظيمة، فهما مطالع الأنوار ومغاربها، فإذا كان مالكًا لها، كان مالكًا لكل الجهات). ا. هـ (^١)
الدراسة:
استنبط السعدي من هذه الآية مناسبة تخصيص ملكيته للمشرق والمغرب مع أنه مالك لهما ولكل شيء؛ وبين وجه مناسبة ذلك وهو أنه إذا كان مالكًا لهاتين الجهتين العظيمتين كان مالكًا لغيرهما من الجهات الأخرى من باب أولى.
الموافقون:
وافق السعدي على هذا الاستنباط بعض المفسرين، قال ابن جرير الطبري: (. . . والصواب من القول في ذلك: أن الله تعالى ذكره إنما خص الخبر عن المشرق والمغرب في هذه الآية بأنهما له ملكًا، وإن كان لا شيء إلا وهو له ملك - إعلامًا منه عباده المؤمنين أن له ملكهما وملك ما بينهما من الخلق، وأن على جميعهم - إذ كان له ملكهم - طاعته فيما أمرهم ونهاهم، وفيما فرض عليهم من الفرائض، والتوجهِ نحو الوجه الذي وجهوا إليه، إذْ كان من حكم المماليك طاعة مالكهم) (^٢)، وممن قال بذلك أيضًا الخازن (^٣).
المخالفون:
خالف بعض المفسرين فقالوا إن سبب التخصيص في ذلك إنما هو للتشريف، قال أبوحيان: (أو اقتصر على ذكرهما تشريفًا لهما، حيث

(^١) انظر: تفسير السعدي (٦٣).
(^٢) انظر: جامع البيان (١/ ٥٥١).
(^٣) انظر: لباب التأويل (١/ ٧٣).

1 / 162