208

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

الاستنباط عند الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير

ژانرها

قال ابن خويز منداد: (وكل من كان ظالما لم يكن نبيًا ولا خليفة ولا حاكمًا ولا مفتيًا، ولا إمام صلاة، ولا يقبل عنه ما يرويه عن صاحب الشريعة، ولا تقبل شهادته في الأحكام). (^١) والظاهر في هذه المسألة هو ما عليه الجمهور (^٢)، كما هو ظاهرهذه الآية واستنبطه الخطيب، أن العدالة شرط لصحة الإمامة، فلا تجوز إمامة الفاسق إلا عند فقد العدل. أما على تفسير الظلم في الآية بالشرك كما رواه ابن كثير وغيره (^٣)، فلا دلالة في الآية على معنى عدم صلاحية الفاسق للإمامة، والله تعالى أعلم.

(^١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢/ ١٠٩)، وينظر: الأحكام السلطانية للماوردي ص ١٧. (^٢) أما الحنفية فليست العدالة عندهم شرطا لصحة الولاية، فيصح تقليد الفاسق الإمامة مع الكراهة. ينظر: الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (١/ ٥٤٩)، و(٤/ ٣٠٥)، والأحكام السلطانية للماوردي ص ٦، وجواهر الإكليل (٢/ ٢٢١)، وشرح الروض المربع (٤/ ١٠٨)، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني (٤/ ١٣٠). (^٣) عن سعيد بن جبير في قوله ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ قال: المراد به المشرك، يقول: لا يكون إمام مشرك. ينظر: تفسير القرآن العظيم (١/ ٤١٠)، والتفسير الوسيط للواحدي (١/ ٢٠٣) ونسب هذا القول للفراء.

1 / 208