82

Increase and Decrease of Faith and the Rule of Exception in it

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

پژوهشگر

-

ناشر

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

شماره نسخه

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

رسول الله مالك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنًا. فقال أو مسلمًا، فسكت قليلًا، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي فقلت: مالك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنًا، فقال: أو مسلمًا، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي وعاد رسول الله ﷺ ثم قال: إني لأعطي الرجل وغيره أحب إليَّ منه خشية أن يكبه الله في النار" ١. فسعد ﵁"رأى رسول الله ﷺ يعطي ناسًا ويترك من هو أفضل منهم في الدين، وظن أن العطاء يكون بحسب الفضائل في الدين، وظن أن النبي ﷺ لم يعلم حال هذا الإنسان المتروك فأعلمه به وحلف أنه يعلمه مؤمنًا، فقال له النبي ﷺ أو مسلمًا فلم يفهم منه النهي عن الشفاعة فيه مرة أخرى فسكت، ثم رآه يعطى من هو دونه بكثير فغلبه ما يعلم من حسن حال ذلك الإنسان فقال: يا رسول الله مالك عن فلان تذكيرًا وجوز أن يكون النبي ﷺ هم بعطائه من المرة الأولى ثم نسيه فأراد تذكيره، وهكذا المرة الثالثة إلى أن أعلمه النبي ﷺ أن العطاء ليس هو على حسب الفضائل في الدين ... "٢. قال ابن رجب:"وكذلك قول النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص لما قال له"لم تعط فلانًا وهو مؤمن"، فقال النبي ﷺ"أو مسلم"يشير إلى أنه لم يتحقق مقام الإيمان فإنما هو مقام الإسلام الظاهر، ولا ريب أنه متى ضعف الإيمان الباطن لزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهرة أيضًا"٣. فدل الحديث على أن الدين مراتب متفاوتة ومقامات مختلفة وأن الناس متفاضلون فيه، فمنهم المؤمن ومنهم المسلم، وما هذا التفاضل

١ أخرجه البخاري (١/ ٧٩، ٣/٣٤٠ فتح) ومسلم (٢/ ١٨٠، ٧/ ١٤٩ نووي) . ٢ شرح صحيح مسلم للنووي (٧/١٤٨) . ٣ جامع العلوم والحكم (ص ٢٧) .

1 / 92