الكرى، ومنها صدر النهار قبل الغداء، ومنها يوم شرب الدواء، ومنها الخلوة في المجلس وفي المسير، ولهذه العلل تختلف أشعار ورسائل المترسل"١. ويسير أبو هلال العسكري [م ٣٩٥ هـ] في هذا الطريق الذي بدأه بشر، فيذكر الأديب بالكف عن الأدب إذا شعر بفتور أو ملل، ويحثه على العمل يقول فاعمل: "ما دمت في شباب نشاطك، فإذا غشيك الفتور، وتخونك الملال، فأمسك، فإن الكثير مع الملال قليل، والنفيس مع الضجر خسيس، والخواطر كالينابيع، يسقى منها شيء بعد شيء، فتجد حاجتك من الري، وتنال إربك من المنفعة فإذا أكثرت عليها نضب ماؤها، وقلَّ عنك غناؤها"٢.
وغيرهم من النقاد الذين تأثروا بالصحيفة مثل الآمدي٣، والقاضي الجرجاني ٤، وعبد القاهر الجرجاني٥.
١ الشعر والشعراء: ٩ ٢ الصناعتين: ١٢٨. ٣ الموازنة: ص ١٧٣ وما بعدها. ٤ الوساطة: ٣٦٠. ٥ دلائل الإعجاز: ٨٨.
1 / 121