امامت و سیاست
الامامة والسياسة
على المدينة وعلى الموسم، وعزل الوليد بن عقبة، فلما استوى على المنبر رعف فقال أعرابي مستقبله: مه مه!جاءنا والله بالدم فتلقاه رجل بعمامته، فقال مه!عم والله الناس، ثم قام يخطب، فناوله آخر عصا لها شعبتان. فقال: مه! شعب والله الناس. ثم خرج إلى مكة، فقدمها يوم التروية، فصلى الحسين ثم خرج.
فلما انصرف عمرو بلغه أن الحسين خرج، فقال: اركبوا كل بعير بين السماء والأرض فاطلبوه. قال: فكان الناس يعجبون من قوله هذا. قال: فطلبوه فلم يدركوه، فأرسل عبد الله بن جعفر ابنيه عونا ومحمدا ليردا الحسين. فأبى أن يرجع، وخرج الحسين بابني عبد الله بن جعفر معه[ (1) ]، ورجع عمرو بن سعيد بن العاص إلى المدينة، فأرسل إلى ابن الزبير، فأبى أن يأتيه، وامتنع برجال معه من قريش وغيرهم. قال: فبعث عمرو بن سعيد جيشا من المدينة يقاتلون ابن الزبير. قال: فضرب على أهل الديوان البعث إلى مكة، وهم كارهون للخروج.
فقال لهم: إما أن تأتوا ببدل، وإما أن تخرجوا. قال: فجاء الحارث بن مالك بن البرصاء برجل استأجره بخمس مائة درهم إلى عمرو بن سعيد. فقال: قد جئت برجل بدلي. فقال الحارث للرجل الذي استأجره هل لك أن أزيدك خمس مائة أخرى، وتنكح أمك؟فقال له: أما تستحي؟فقال: إنما حرمت عليك أمك في مكان واحد، وحرمت عليك الكعبة في كذا وكذا مكان من القرآن. قال فجاء به إلى عمرو بن سعيد، قال: قد جئتك برجل لو أمرته أن ينكح أمه لنكحها. فقال له عمرو: لعنك الله من شيخ قال: فبعثهم إلى مكة يقاتلون ابن الزبير، فهزم عمرو ابن الزبير[ (2) ]، وبعث يزيد بن معاوية عبد الله بن مسعدة الفزاري، يخطب الناس [ () ]في أخذ البيعة من كبار القوم، وسلم الأمر في مكة والمدينة إلى عمرو بن سعيد وذلك في رمضان عام 60 وكلف معالجة أمر البيعة ليزيد.
[ (1) ]خرج الحسين من مكة يوم الثلاثاء يوم التروية لثمان مضين من ذي الحجة ومعه اثنان وثمانون رجلا من شيعته وأهل بيته. (انظر الطبري 5/349) ابن الأثير 2/547 وابن الأعثم 5/120) .
[ (2) ]كان عمرو بن الزبير-أخو عبد الله-على شرطة المدينة لعمرو بن سعيد، وقد جاء استعماله على الجيش المتوجه لقتال عبد الله بن الزبير بأمر مباشر من الخليفة يزيد (انظر الطبري 5/345) وكان اختيار عمرو لأن بني أمية كانوا يكرمونه لأن أمه بنت خالد بن سعيد بن العاص، فكان ابن أختهم وعلى علاقات وطيدة معهم وكان من أشد الناس عداوة لأخيه
صفحه ۶