امامت در پرتو کتاب و سنت

ابن تیمیه d. 728 AH
182

امامت در پرتو کتاب و سنت

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

ومن المعلوم قطعا أن الناس بعد دخولهم في دين الإسلام أتبع للحق منهم قبل دخولهم فيه، فمن كان مشاركا لله في إقامة دين محمد، حتى قهر الكفار وأسلم الناس، كيف لا يفعل هذا في قهر طائفة بغوا عليه، هم أقل من الكفار الموجودين عند بعثة الرسول، وأقل منهم شوكة، وأقرب إلى الحق منهم؟!.

فإن الكفار حين بعث الله محمدا كانوا أكثر ممن نازع عليا وأبعد عن الحق، فإن أهل الحجاز والشام واليمن ومصر والعراق وخراسان والمغرب كلهم كانوا كفارا، ما بين مشرك وكتابي ومجوسي وصابئ، ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم كانت جزيرة العرب قد ظهر فيها الإسلام، ولما قتل عثمان كان الإسلام قد ظهر في الشام ومصر والعراق وخراسان والمغرب.

فكان أعداء الحق عند موت النبي صلى الله عليه وسلم أقل منهم وأضعف، وأقل عداوة منهم له عند مبعثه، وكذلك كانوا عند مقتل عثمان أقل منهم وأضعف، وأقل عداوة منهم له حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن جميع الحق الذي كان يقاتل عليه علي، هو جزء من الحق الذي قاتل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فمن كذب بالحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وقاتله عليه، كذب بما قاتل عليه علي من ذلك.

فإذا كان علي في هذه الحال قد ضعف وعجز عن نصر الحق ودفع الباطل، فكيف يكون حاله حين المبعث، وهو أضعف وأعجز وأعداء الحق أعظم وأكثر وأشد عداوة؟!.

ومثل الرافضة في ذلك مثل النصارى: ادعوا في المسيح الإلهية، وأنه رب كل شيء ومليكه، وعلى كل شيء قدير. ثم يجعلون أعداءه صفعوه ووضعوا الشوك على رأسه وصلبوه، وأنه جعل يستغيث فلا يغيثوه، فلا أفلحوا بدعوى تلك القدرة القاهرة ولا بإثبات هذه الذلة التامة.

وإن قالوا: كان هذا برضاه.

صفحه ۱۸۳