وأما اعتقادهم في نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو أنه معصوم من الخطأ والزلل والنسيان والغفلة والذنوب الكبائر والصغائر ، وأنه ما ارتكب شيئا منها قبل النبوة ولا بعدها ، وأنه مرسل إلى العالم كله وهكذا اعتقادهم في الرسل والأنبياء من جهة العصمة.
ويرون أن الامامة من الاصول ويجب إثباتها بالأدلة العقلية عدا النصوص النقلية ، ومن البراهين العقلية قاعدة اللطف.
وأما المعاد فيعتقدون فيه أن الله جل اسمه يعيد الناس للحساب بتلك الأجسام التي كانت في الدنيا ، وهي التي تنعم في الجنان ، أو تعذب في النيران.
وأما أفعال العباد فيعتقدون أنها أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض أي أن الله تعالى لم يجبر الخلق على أفعالهم حتى يكون قد ظلمهم في عقابهم على المعاصي ، بل لهم القدرة والاختيار فيما يفعلون ، ولا فوض الله إليهم خلق أفعالهم حتى يكون قد خرج من سلطان قدرته على عباده ، بل له الحكم والأمر وهو قادر على كل شيء ومحيط بالعباد.
وربما يهيىء الله تعالى للعبد أسباب الطاعة والهداية ، كما يصد عنه أسباب العصيان والضلالة ، لطفا منه بعبده ، وهذا ما نسميه بالتوفيق.
وهذا بعض ما تعتقده الامامية في الوجود والوحدانية ، والصفات ، وفي النبوة والامامة والمعاد ، وفي أفعال العباد.
وذكرنا لذلك كان استطرادا على سبيل الايجاز ، واستيفاء الكلام على هذه المعتقدات في كتب الكلام والاعتقاد.
والإمامية اليوم هم السواد الأعظم من الشيعة في جميع الأقطار الاسلامية وكتبهم في العلوم كافة من أول يوم ابتدأ فيه التأليف حتى اليوم مبثوثة بين
صفحه ۵۷