246

وها نحن اولاء نذكر شيئا مما روته الكتب الجليلة والمؤلفات القيمة ، وما اتفق على الكثير منها الفريقان ، وتسالمت عليه الفرقتان.

دعاؤه المجاب :

يقول الصبان في « إسعاف الراغبين » : وكان مجاب الدعوة اذا سأل الله شيئا لا يتم قوله إلا وهو بين يديه ، ويقول الشعراني في « لواقح الأنوار » : وكان سلام الله عليه اذا احتاج الى شيء قال : يا رباه أنا محتاج الى كذا فما يستتم دعاؤه إلا وذلك الشيء بجنبه موضوع.

وهذا القول منهما لا يدل على استجابة دعائه فحسب بل وعلى سرعة الإجابة ، حتى لكأن المسئول عنه كان الى جنبه أو بين يديه ، وما كان جزم هؤلاء المؤلفين بإجابة دعائه بسرعة الإجابة إلا لكثرة ما تناقلته الطروس والسطور وحفظته الصدور من ذلك ، حتى صار لديهم شيئا محسوسا وأمرا معلوما.

ومما ذكروه له عليه السلام ما كان من قصد المنصور له بالقتل مرارا عديدة ، فيحول الله تعالى بينه وبين ما عزم عليه ببركة دعائه ، بل ينقلب حاله الى ضد ما نواه وعزم عليه ، فينهض لاستقباله ويبالغ في إكرامه (1).

ومن ذلك : أن الحكم بن العباس الكلبي قال :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة

ولم نر مهديا على الجذع يصلب

صفحه ۲۴۹