أقول(1): وبشر بالإمام أبي حنيفة في الحديث الذي أخرجه أبو نعيم(2) في ((الحيلة))(3) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس))، وأخرجه الشيرازي(4) في ((الألقاب)): عن قيس بن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - مرفوعا: ((لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس))، وفي لفظ البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من فارس))(5)، وفي لفظ مسلم: ((لو كان الإيمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتى يناله))(6)، وفي حديث قيس بن سعد - رضي الله عنه - في ((معجم الطبراني(7) الكبير)): ((لو كان الإيمان معلقا بالثريا لتناوله رجال من فارس))(1)، وفي ((معجم الطبراني)): أيضا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعا: ((لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس))(2)، هذا أصل صحيح يعتمد عليه في البشارة والفضيلة نظير الحديثين اللذين في الإمامين ويستغنى به عن الخبر الموضوع. انتهى(3).
((وما في ((الدر المختار))(4): من أنه يحكم بمذهب عيسى - عليه السلام -(5). فهو أمر لا دليل عليه، قال الحافظ السيوطي: إن ما قال: إن عيسى - عليه السلام - يحكم بمذهب من المذاهب الأربعة باطل لا أصل له، وكيف يظن نبي أنه يقلد مجتهدا، بل إنما يحكم بالاجتهاد، أو بما كان يعلمه قبل من شريعتنا بالوحي، أو بما تعلمه منها، وهو في السماء، أو أنه ينظر في القرآن فيفهم منه.
واتفق معه علي القاري، وقال: إنه أمر لا أصل له، ولا منع من أن ينزل على عيسى - عليه السلام - وحي، فإنه ليس دليل قاطع على أنه لا ينزل الوحي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم -، نعم إنه لا نبي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم -.(6) انتهى ملخصا.
صفحه ۸۰