انظر إلى قول علي القاري المكي في ((طبقات الحنفية))(1): قد ثبتت رؤيته لبعض الصحابة، واختلف في روايته عنهم، والمعتمد ثبوتها كما بينته في ((سند الإنام شرح مسند الإمام)) (2) حال إسناده إلى بعض الصحابة الكرام، فهو من التابعين الأعلام. كما صرح به العلماء والأعيان داخل تحت قوله تعالى: {والذين اتبعوهم بإحسان}(3)، وفي عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم)) رواه الشيخان(4)، ثم اعلم أن جمهور علماء الحديث على أن الرجل بمجرد اللقي والرؤية يصير تابعيا، ولا يشترط أن يصحبه مدة. انتهى.
وإلى قوله في ((شرح نخبة الفكر))(5) عند البحث في تعريف التابعي بمن لقي الصحابي: قال العراقي: وعليه عمل الأكثرين، قلت: وبه يندرج الإمام الأعظم في مسلك التابعين، فإنه قد رآى أنسا - رضي الله عنه - وغيره من الصحابة على ما ذكره الإمام الجزري في ((أسماء رجال القراء)) والتوربشتي في ((تحفة المرشد))، وصاحب ((كشف الكشاف)) في تفسير (سورة المؤمنين)، وصاحب ((مرآة الجنان))(6)، وغيرهم من العلماء المتبحرين، فمن نفى أنه تابعي فإما من التتبع القاصر أو التعصب الفاتر. انتهى.
والى قول الذهبي في ((الكاشف)): رآى أنسا - رضي الله عنه -. انتهى(7).
وإلى قوله في ((تذكرة الحفاظ)): رآى أنس بن مالك - رضي الله عنه - غير مرة لما قدم عليهم الكوفة. انتهى(8).
صفحه ۶۵