أخبرني بذلك أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي، وأخبرني جعفر بن قدامة، قال حدثني أبو العيناء عن الأصمعي، قال: بعثت الي أم جعفر أن أمير المؤمنين قد لهج يذكر عنان جارية النطافي، فإن أنت صرفته عنها فلك حكمك!.
قال: فكنت ألتمس أن أجد موضعًا للقول فيها فلا أجد، ولا أقدم عليه هيبة له. إذ دخلت يومًا فرأيت في وجهه أثر الغضب فانخزلت فقال لي: ما لك يا أصمعي؟! قلت: رأيت على وجه أمير المؤمنين أثر الغضب، فعلى من أغضبه لعنة الله! فقال: هذا الناطفي، أما والله، لولا أنني لم أجر في حكم قط متعمدًا لجعلت على كل جبل منه قطعة! وما لي في جاريته أرب غير الشعر فذكرت رسالة أم جعفر، فقلت: أجل والله ما فيها غير الشعر، أفيسر أمير المؤمنين أن يجامع الفرزدق؟! فضحك من قولي حتى إستلقى على قفاه، وعدل عنها، وبلغ قولي أم جعفر فأجزلت لي الجائزة.
أخبرني عمي الحسن بن محمد والحسن بن علي قالا: حدثنا عمر بن محمد بن عبد الملك الزيات، قال حدثني محمد بن هارون، عن يعقوب بن إبراهيم: أن الرشيد طلب من الناطفي جاريته، فأبى أن يبيعها بأقل من مائة ألف دينار، فقال له: على أن أعطيكها على ضرب سبعة دراهم بدينار، فيصح
1 / 46